على فلسطين، ولما مات يزيد عين بدله معاوية بن أبي سفيان (1).
وبذلك تكون عائلة أبي سفيان أهم عائلة اعتمد عليها عمر وأبو بكر في شؤونهم الخارجية بتعينهم ثلاثة أخوة منها ولاة وهم يزيد وعتبة ومعاوية...
وهذه بداية سيطرة عائلة أبي سفيان على حكم المسلمين. ولما عزل عمر سعدا وخالدا أبقى معاوية في الشام، وهذا ما أثار استغراب العالم المصري محمود أبو رية الذي قال: " فبقي معاوية في حكم الشام طيلة حكم الخليفة عمر. ولما أوصى عمر إلى عثمان الأموي فقد أوصى بصورة غير مباشرة إلى معاوية بولاية الشام ".
وهكذا عادت السلطة والقدرة إلى الأمويين في عام 24 هجرية ببيعة عثمان، بعد أن فقدوها في عام فتح مكة (8 هجرية). وبقيت في يدهم إلى أيام ظهور الدعوة العباسية وهزيمة جيش مروان الثاني آخر سلاطين بني أمية.
ويمكن القول أن الأمويين لم يفقدوا السلطة إلا في ثلاث سنوات فقط تبدأ بفتح مكة وتنتهي بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله)! إذ ولى أبو بكر العديد من الأمويين الحكم وعلى رأسهم يزيد بن أبي سفيان في الشام، وعتبة بن أبي سفيان في الطائف، وعتاب بن أسيد في مكة، وعثمان بن عفان في الوزارة!
ثم زاد عمر في عدد الولاة منهم، ثم ضاعفهم عثمان، محتكرا الحكم لهم وقد حدث هذا في ضل حياة أبي سفيان وهند بنت عتبة تلك المرأة التي اقترحت على جيش زوجها وهم في طريقهم إلى معركة أحد نبش قبر آمنة بنت وهب أم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منطقة الأبواء وأضافت: " فإن أسر (صلى الله عليه وآله) منكم أحدا فديتم كل إنسان بأرب من آرابها أي جزء من أجزائها " (2).
ومثلت بقتلى المسلمين في أحد واتخذت من آذان الرجال وأنوفهم خدما