نظريات الخليفتين - الشيخ نجاح الطائي - ج ٢ - الصفحة ٢٩١
دوافع كعب في دخوله الإسلام؟
أخرج ابن جرير عن عيسى بن المغيرة، قال: تذاكرنا عند إبراهيم إسلام كعب، فقال: أسلم كعب في زمان عمر، أقبل وهو يريد بيت المقدس، فمر على المدينة، فخرج إليه عمر، فقال: يا كعب أسلم. قال ألستم تقرأون في كتابكم {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} (1) وأنا قد حملت التوراة، فتركه، ثم خرج حتى انتهى إلى حمص (2) والظاهر أن كعبا قد التقى بمعاوية بن أبي سفيان في الشام وهناك تم التنسيق بينهما على أن يعلن كعب إسلامه ليسهل تطبيق أهدافه اليهودية.
ويذكر أن معاوية كان في اليمن (حيث كان يسكن كعب) قبل فتح مكة!
ومن هناك أرسل رسالة لأبيه أبي سفيان ينذره من مغبة دخوله في الإسلام جاء فيها:
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا (3) فعاد كعب إلى المدينة وأعلن إسلامه بعد أن رفض دعوة عمر بن الخطاب السابقة له لدخول الإسلام، ومنذ ذلك اليوم بدأ التنسيق واضحا بين معاوية بن أبي

(١) الجمعة: ٥.
(٢) الدر المنثور ٢ / 169، سورة النساء، 47.
(3) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد 2 / 102.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست