والمسلم يخجل من وجود هذه الترهات باسم أحاديث نبوية في ما يسمى صحاح المسلمين! وأعجب من مدى درجة حمق وتعصب وجهل بعض العلماء، الذين أخذ الله تعالى لبهم فلم يعودوا يشخصون الأبيض من الأسود، والصحيح من السقيم!
اهتمام القصاصين بوجوه المسلمين لقد اهتم القصاصون بوجوه المسلمين وتركوا عوامهم دون ذكر، لأن الأمويين أرادوا الاهتمام بذلك، وحاولوا تصوير حياة النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وتركه لباقي المسلمين.
فتكون الأحاديث النبوية منصبة في دائرة: قال محمد (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمر وعثمان، وجاء محمد (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمر وعثمان وذهب محمد (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمر وعثمان! وأذن محمد (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر وعمر وعثمان!
لذلك نجد أحاديث لا حصر لها في مدح أبي بكر وعمر وعثمان، ولا نجد ذلك في حق العباس بن عبد المطلب وعبد الله بن مسعود وبلال وسلمان الفارسي والمقداد ومصعب بن عمير وسعد بن أبي عبادة وزيد بن الخطاب وعقيل بن أبي طالب وعثمان بن مظعون وغيرهم!
وعندما نقرأ كتب السيرة النبوية نجدها مليئة بالحديث عن أربعة (أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة) ولا نجد فيها ذكرا لأبطال المسلمين المستشهدين في بدر وأحد وحنين والمهاجرين إلى الحبشة. ونجد تعتيما متعمدا على ذكر الأنصار بالرغم من كونهم السواد الأعظم في المدينة المنورة، منهم يتشكل معظم جيش المسلمين وفي مدينتهم عاش النبي (صلى الله عليه وآله) العظيم وعلى اقتصادهم عاش المسلمون وعظمت شوكتهم.