إن فارقا كبيرا في النتائج بين التوعية الصحية الحديثة التي تعتمد شرح الفوائد والمضار وإصدار الإرشادات الطبية وبين التوعية الصحية بروحها الإسلامية التي تعتمد بيان أحكام الإسلام بوجوب التطهر وإجادته وأن الله عز وجل يأمر بذلك ويشترطه لفرائض الصلاة اليومية ويحب المتطهرين المتعطرين ويبارك نفوسهم وبيوتهم وصلواتهم.
وهاهو الطب يؤيد غسل البدن الذي يوجبه الإسلام على أثر الجنابة وحالات النساء تأييدا كليا ولكني لا أعرف شخصا واحدا استطاعت التوعية الصحية الخالية من روح الإسلام أن تلزمه بالاغتسال على أثر هذه الحالات. بينما استطاع الإسلام ويستطيع أن يلزم بهذه النظافة أبعد الناس عن الوعي الصحي.
إن أدنى المسلمين نظافة هو الشخص الذي يغسل تمام بدنه على أثر الجنابة وحالات النساء كما يغسل أطرافه مرات كل يوم ويحافظ على طهارة بدنه من النجاسات العارضة ويغسل أسفليه بالماء كلما تخلى عن الفضلات.
ولاغرو فإن الإسلام دين الصحة والنظافة وأغراضه فيها وفي غيرها متلابسة متحدة يمهد كل منهما للآخر ويحافظ عليه.
وكم هو مفيد نفسيا أن يشعر الإنسان وهو يهمر الماء على بدنه ويصبه على أطرافه إنه بذلك يستجيب لأمر الله لكي يقف بين يديه مطهرا بنعمة الماء ثم ليصبح مطهرا بنعمة الصلاة.
كم هو مفيد أن يحس الإنسان بأن في الحياة أشياء أمره الله عز وجل بالتطهر منها، كما أن فيها أفكارا ومشاعر باطلة أمره بالتنزه عنها.
أما في تنظيم المعيشة، المعيشة، فإن الالتزام بالطهارة يوجب إلى حد كبير التحفظ الدائم عن الأقذار وتنظيم غسل الأطراف، وتنظيم التخلي عن الفضلات، كما يظهر أثر ذلك في تنظيم المعاشرة الزوجية. وفي ذلك أبلغ المنافع في تحقيق