إلا التبعية والخضوع. يقول أحد شعراء أمريكا اللاتينية:
الوقت نهر يجرفني. وأنا النهر أنه نمر يمزقني. وأنا النمر أنه النار تأكلني. وأنا النار أما الوقت في مجتمعات المسلمين المتخلفة فهو يشبه الوقت في المجتمعات المادية المتخلفة مع اختلاف في وجود بقايا المفاهيم والعادات الإسلامية ووجود محاولات إسلامية جادة للخروج من المأزق الاستعماري ومن دوامة التخلف بكل أبعادها.
وأما مجتمعات الحضارة المادية المتقدمة وهي مجتمعات أمريكا وأوروبا واليابان وإسرائيل فقد اندفع الناس فيها للاستفادة من الوقت في الحصول على السلع والمتع الجسدية بأوسع نطاق، ونمت عندهم الأشياء بما لم يسبق له مثيل في المجتمع البشري، فلا يمر يوم لديهم إلا ويزداد انتاج السلع البسيطة المعقدة، من وسائل الرفاهية إلى أسلحة الدمار والحرب. ويتميز المجتمع الشيوعي بالمركزية، والمجتمع الرأسمالي بالإنطلاق الفردي، وكلاهما يعملان في اتجاه واحد اتجاه الترف واللهو والركض وراء السلع والانتاج والربح والسيطرة (1).
إن توقيت الصلاة اليومية الذي يبدو عملية تعدادية أو تقسيمية بسيطة هو إحدى العمليات التغييرية الكبرى التي يحدثها الإسلام في حياة الإنسان وحضارته. فقد بني هذا الدين الإلهي الخالد بناءا محكما للإحاطة بحياة الإنسان وتنظيمها تنظيما شاملا ودقيقا وجعل لحياته محطات رئيسية تكون مصدرا حيويا للتنبيه للوقت إلى الخط السليم. ومن أهم هذه المحطات الصلاة اليومية، علامة المؤمن التي تنهاه عن الفحشاء والمنكر.
إن توقيت الصلاة عملية رائعة يتذكر الناس من خلالها بصورة أكيدة ودائمة وعلى أحسن وجه صلتهم بربهم على مدار اليوم من الفجر إلى العشاء.
* (الهامش) * (1) مستفاد من كتاب " دراسة الوقت والعمل ".