من الحكام على تحميل صلاتنا الإسلامية مفهومهم الغربي عن الصلاة.
والصلاة بالمفهوم الغربي طقوس أو نوع من التطوع يقوم به الإنسان تجاه ربه دون أن يكون ضرورة لحياته أو يكون له تأثير في تسييرها. وحتى عندما يقول أصحاب هذا المفهوم: إن الصلاة صلة بين الإنسان وربه، فهم يقصدون بالصلة التطوع أو التفضل من العبد في إقامة علاقة مع ربه، أو يقصدون هذه الهواية والمذاق المعين لدى بعض الناس في أن تكون لهم علاقة بما وراء الطبيعة!
من أين جاءنا هذا الفهم للصلاة؟
إن شريعة الإسلام لا تعرف الطقوس ولا تعرف الثانويات التي لا ترتبط بحركة الحياة أو تمس صميم قضية الإنسان في هذه الأرض. إن أحدا من المسلمين في صدر الإسلام لم يكن يعرف هذا المفهوم عن الصلاة وإنما تسرب إلينا في الوثنيات ثم ورد إلينا سيلا من المستعمرين حتى صار سائدا في الذهنيات المشبعة بالمفاهيم الاستعمارية.
هم، كابدوا الجمود، والكبت، والظلم، والطبقية، والإتاوات، من سدنة دينهم وكنائسهم وصلواتهم. حتى حطموا هذه الأساطير وتحرروا من دينهم وصلاته. فمهما وصفوا صلاتهم فهم في حل.
ونحن، ما عرفنا النور ولا شممنا العزة ولا أقمنا لنا كيانا عالميا إلا بإسلامنا وصلاتنا. وها نحن تركنا إسلامنا وصلاتنا فلم تزدد إلا ضعفا وتمزقا ومذلة.
وصلاتنا، هذا التربي الواعي المنفتح، هذا الأفق الكوني الشامل، وهذا الاستمداد الفعال في حياة الفرد والأمة. هل يصح أن نعطيها مفهوم صلاة الكنيسة المحصورة بين التمثال والمذبح والكاهن والرطانة العبرية.؟
لا زال المستعمرون ومن والاهم من الحكام يصرون بما يملكون من حول على تركيز هذا المفهوم عن الصلاة: يريدون حصرها في المساجد، وقفلها في التراتيل المبهمة، ولا يريدون أن تكون تربيا على منهج الإسلام، أن تمتد إلى حركة الحياة فتمدها بالجد، والاستقامة. إنهم يخافون أن تنفتح الأمة على