ولن أطيل في استعراض نماذج من هؤلاء وهم كثرة لأن شخصية أحدهم مزيج من الشخصيات التي تقدم استعراضها، لذلك فإن طاعات الواحد منهم بما فيها الصلاة تخضع لأحكام الأنواع المتقدمة بنسبة ما فيها من مادية وتصوف وإسلام، كما أن جنايته على الصلاة تكون بمقدار ما في صلاته من مادية وتصوف.
إن كل واحد منا معرض لأن يغلب ذاته الشخصية على ذاته الرسالية، أو يفقد ذاته الرسالية، ويجني بذلك على صلاته وسلوكه.
ولذلك لا بد للمسلم أن يستوثق أولا من أنه في خطه السلوكي العام يحب ذاته بالمفهوم الإسلامي وبالمقياس الإسلامي. ويستوثق ثانيا من استمرارية هذا الخط وانتصاره في حركة حياته.
وطريق الاستيثاق من الخط العام للسلوك يكون:
أولا: بمعرفة الإنسان لنفسه إن كان بني أمره على أن يعيش لذاته ولو على حساب إسلامه، أو يعيش لإسلامه ولو على حساب ذاته.
وثانيا: بملاحظة نفسه في موارد التعارض بين مكاسبه الشخصية ومكاسبه الرسالية.
وثالثا: في افتراض التعارض بين أنواع المكاسب لرسالته والمكاسب لذاته وطرح السؤال على نفسه ماذا يكون موقفها، وتركيز الموقف الإسلامي في عمق نفسه.
وأما طريق الاستيثاق من انتصار هذا الخط في حركة سلوكنا فهو الملاحظة المستمرة والدراسة لنقاط الضعف والأخطاء التي نرتكبها واستمرار التركيز والضراعة إلى الله عز وجل ليمدنا بالعون على تقديم مكاسبنا الكلية المقدسة على مكاسبنا الشخصية المحرمة أو المرجوحة.