أدلة لذلك إلى أن يقول: واحتج الآخرون بقوله تعالى (فبهداهم اقتده) - ويذكر تزييفه وتضعيفه فراجع.
أقول: أحسن من تناول الموضوع هو العلامة المجلسي قدس سره في كتابه الجليل (بحار الأنوار) 18 / 277 من الطبعة الجديدة، ونحن ننقل هنا بحثه لاستيعابه، فنقول:
قال بعد نقل أدلة القوم: أقول إنما أوردنا دلائل القول في نفي تعبده (ص) بعد البعثة بشريعة من قبله لاشتراكها مع ما نحن فيه في أكثر الدلائل، فإذا عرفت ذلك فاعلم أن الذي ظهر لي من الأخبار المعتبرة والآثار المستفيضة هو أنه (ص) كان قبل بعثته مذ أكمل الله عقله في بدو سنه نبيا مؤيدا بروح القدس يكلمه الملك ويسمع الصوت ويرى في المنام، ثم بعد أربعين سنة صار رسولا وكلمه الملك معاينة ونزل عليه القرآن وأمر بالتبليغ، وكان يعبد الله قبل ذلك بصنوف العبادات إما موافقا لما أمر به الناس بعد التبليغ وهو أظهر (1) أو على وجه آخر إما مطابقا لشريعة إبراهيم أو غيره ممن تقدمه من الأنبياء عليهم السلام لا على وجه كونه تابعا لهم وعاملا بشريعتهم بل بأن ما أوحي إليه كان مطابقا لبعض شرائعهم أو على وجه آخر نسخ بما نزل إليه بعد الإرسال.