في مقام الوجوب والأمر في الخارج وفي المنهي عنه هما مأموران بعدم إيجاده في الخارج.
(الرابع) إن خطاب الله على المكلف كالشمس الطالعة والقمر المنير فوق رأس المكلف يضيئ نوره على البر والفاجر وعلى المطيع والعاصي والأبيض والأسود والعبيد والأحرار ولا ينقطع نوره أبدا ولا يتغير بتقلب البر والفاجر والمطيع والعاصي والأبيض والأسود والعبد والحر، ولعل قوله صلى الله عليه وآله (كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض) كان نظيرا للشمس أو القمر أو أعلاهما.
وبتقريب آخر: إن علامة الخطر في الطرق ثابتة، خالف الراحل و الماشي والإنسان والحيوان المدرك أو لم يخالفوا، ولا تسقط بتغير ما ذكر - فتذكر.
ولو قيل: إن الناس كلهم أو أغلبهم لا يقدرون على التفقه. قلت: إن الناس كلهم مكلفون ولا يسقط التكليف، وكلهم مكلفون بمقدار الطاقة لا أنهم مكلفون فوق الطاقة كل على شاكلته، فلو كان قادرا على فهم الكتاب والسنة على المنهج الذي بيناه وله استعداد تام فتحصيله واجب في هذا الزمان الذي وقعنا فيه واختلطت الآراء الفاسدة الكاسدة من جهة عقولهم مع تبيان الحق من كلام الحجج عليهم السلام بحيث ما أبقي شئ يحتاج الناس إليه إلا بينوه حتى الأرش في الخدش، كل ذلك يظهر من قوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شئ).
وفي حديث عبد العزيز ابن مسلم: وما ترك شيئا مما تحتاج الأمة