لا يتفقه في دينه لا وجعته.
وعن علي عليه السلام قال: العالم الكاتم يبعث أنتن أهل القيامة ريحا، فلعنه كل دابة حتى دواب الأرض الصغار.
وعن الكافي.. عن زرارة ومحمد والعجلي قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام لحمران بن أعين في شئ سأله: إنما يهلك الناس لأنهم لا يسألون (الوافي 1 / 46).
(بيان) أراد بالهلاك الهلاك الأخروي، فإن الجهل مهلك في الآخرة ولا سيما إذا لم يشعر صاحبه به - أي الجهل المركب.
وفيه أيضا عن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن هذا العلم عليه قفل ومفتاحه المسألة.
(بيان) (هذا العلم) أي الذي يحتاج إليه الناس وكلفوا بطلبه . وفي الكافي: محمد عن ابن عيسى.. عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قرأت في كتاب علي عليه السلام: إن الله تعالى لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل (الوافي 1 / 47).
أقول: الغرض المهم من نقل هذه الأخبار بيان وجوب رجوع العامي أو من كان له خط من العلم إلى العالم بالأحكام من الكتاب والسنة على المنهج الذي بيناه فيما سبق من هذا الفصل. وشرط الاستدلال بالكتاب نصوصه وظواهره، وأما أصل ثبوته ووجوب التمسك به يعلم من تحريص الأئمة الهداة عليهم السلام وترغيبهم بهذا القرآن الكريم