بلغت من خلافك وشقاقك ما بلغت؟ وهي امرأة من النساء لم يكتب عليها القتال ولا فرض عليها الجهاد ولا أرخص لها في الخروج من بيتها ولا التبرج بين الرجال وليست ممن تولته في شئ على حال.
فقال (عليه السلام): سأذكر لكم أشياء مما حقدتها علي ليس لي في واحد منها ذنب إليها ولكنها تجرمت بها علي.
[أحدها]: تفضيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي على أبيها وتقديمه إياي في مواطن الخير عليه فكانت تضطغن ذلك علي فتعرفه منه فتتبع رأيه فيه.
[وثانيها]: لما آخى بين أصحابه آخى بين أبيها وبين عمر بن الخطاب واختصني بأخوته فغلظ ذلك عليها وحسدتني منه.
[ثالثها]: وأوحى الله تعالى إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) بسد أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلا بابي فلما سد باب أبيها وصاحبه وترك بابي مفتوحا في المسجد تكلم في ذلك بعض أهله.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي بل الله عز وجل سد أبوابكم وفتح بابه فغضب لذلك أبو بكر وعظم عليه وتكلم في أهله بشئ سمعته منه أبنته فاضطغنته علي.
[رابعها]: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى أباها الراية يوم خيبر وأمره أن لا يرجع حتى يفتح أو يقتل فلم يلبث لذلك وانهزم فأعطاها في الغد عمر بن الخطاب وأمره بمثل ما أمر صاحبه فانهزم ولم يثبت فساء ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لهم ظاهرا معلنا لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله