تعلمتها من عمها ورقة بن نوفل كما سوف يأتي في الكلام حول علمها فهي على اطلاع بأن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سوف يكون هو النبي لهذه الأمة كما تقدم في رواية البحار المفصلة في التزويج مقرونا فراجع.
وكان هذا العلم يلازمه الإيمان بالله تعالى فإنها (عليها السلام) كانت على ملة إبراهيم الخليل (عليه السلام) كما تقدمت الإشارة إليه في زواجها وكانت تسمى بالطاهرة.
الأمر الثاني هو علمها بأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل لذلك وليس أحد في أمته من هو أفضل منه والذي يدل على هذا ما ذكره الطبري في تاريخه في ضمن رواية مفصلة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا، فقالت:
يا أبا القاسم إني كنت فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة، ورجعوا إلي.
قال: قلت لها إن الأبعد لشاعر أو مجنون.
فقالت: أعيذك بالله من ذلك يا أبا القاسم ما كان الله ليصنع ذلك مع ما اعلم منك من صدق حديثك وعظم أمانتك وحسن خلقك وصلة رحمك وما ذاك يا بن عم لعلك رأيت شيئا.
قال: فقلت لها: نعم.
ثم حدثتها بالذي رأيت.