عن سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لعلي (عليه السلام) وذكر حديثا فيه قال: كنت أنا أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة يخليني فيها، وقد علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري، وكنت إذا سألت أجابني وإذا سكتت ابتدأني، ودعا الله أن يحفظني ويفهمني فما نسيت شيئا أبدا منذ دعا لي، وإني قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا نبي الله، إنك منذ دعوت لي بما دعوت لم أنس شيئا مما تعلمني فلم تمليه علي ولم يأمرني بكتبه أتتخوف علي النسيان؟ فقال: يا أخي، لست أتخوف عليك النسيان ولا الجهل وقد أخبرني الله عز وجل أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعد ذلك فإنما نكتبه لهم.
قلت: يا رسول الله، ومن شركائي؟ فقال: الذين قرنهم الله بنفسه وبي فقال:
{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} قلت: يا نبي الله، ومن هم؟ قال: الأوصياء إلى أن يردوا علي الحوض، كلهم هاد مهتد، لا يضرهم خذلان من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم، بهم تنصر أمتي ويمطرون ويرفع عنهم مستجابات دعواتهم. قلت: يا رسول الله، سمهم لي. فقال: ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن (عليه السلام)، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام)، ثم ابن له علي، اسمه اسمك يا علي، ثم ابن علي اسمه محمد بن علي، ثم أقبل على الحسين (عليه السلام) فقال: سيولد محمد بن علي في حياتك فاقرأه مني السلام، ثم تكمله اثني عشر إماما. قلت: يا نبي الله، سمهم لي، فسماهم رجلا رجلا منهم والله يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (1).