بعدي من ولدي، فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت... (1) ".
وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء، يقول بفاطمة... وبنيها والسر المستودع فيكون تكرار للقسم بالأئمة الذين هم بنيها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة.
3 - السر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق (عليه السلام): " إن أمرنا سر مستتر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر ".
وعنه (عليه السلام) أيضا: " إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله ".
وعنه (عليه السلام): " أن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وسر مستسر وسر مقنع بالسر ".
فالزهراء بما أنها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وأنها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الأحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتمل لعلمهم وأسرارهم ولذلك ظهر الشئ القليل منها، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين، فأمرهم هو سر الله تعالى المودع في فاطمة (عليها السلام) والأئمة يحافظون على أسرار هذا الأمر وإن كان تفسير الأمر في الروايات المأثورة هو أمر الولاية، " السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله " (2).
4 - السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة (عليه السلام)، وهذا ما نستطيع فهمه من خلال الأحاديث المروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدثة من قبل الملائكة وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة واحدا بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي يجري على البشر وفيه أسماء الحكام الذين يحكمون وحكموا من زمن آدم إلى آخر يوم من الدنيا، وعليه نحتمل أن يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي لم يطلع عليها سوى أبناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف وينظرون فيه وهو من إملاء رسول الله وربما من إملاء الإمام علي بن