وعن أم سلمة، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " المهدي من عترتي من ولد فاطمة " (1).
وقد يرد على هذا الاحتمال بأنه إذا كان المهدي (عج) سرا من الأسرار المستودعة في فاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يظهر لأحدنا فإن هذا القول الآن يصبح منتفي لكون مسألة الإمام المهدي والوعد الإلهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين، هذا من جهة، وكون الدعاء يقول اللهم أي أتوسل بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها... ولفظة بنيها تشمل كل أبناء الزهراء المعصومين والدعاء في ختامه يقول والسر المستودع، فإنه لا معنى أن يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي (عج) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها، الذي هو منهم ومشترك معهم، وربما يجاب أنه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الاختصاص؟!!!
2 - وقد يكون السر المستودع إشارة إلى أن ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وأن الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها، وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة من ولد فاطمة (عليها السلام) وأن الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما أثبته القرآن الكريم والسنة الشريفة ويكفي في إثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الأميني، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل قال:
" إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماما... وأمهم فاطمة ابنتي (2).
وفي حديث آخر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: " أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأهنئها بولدها الحسين، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس... فقلت: ما هذا يا بنت رسول الله؟
فقالت: هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي، فيه أسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء