سيمر بنا ذلك في شرح هذا الحديث، وكذلك هناك عدة إشارات في الروايات إلى مسألة أسم الله الأعظم وكيف أن الإمام علي (عليه السلام) الذي هو كفؤ الزهراء (عليها السلام) كان يحمل اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وهذا ما وجدناه في قضية رده الشمس التي غابت في أرض بابل حيث سأله أحد أصحابه يا أمير المؤمنين كيف رددت هذه الشمس، فقال له، سئلت الله تعالى باسمه الأعظم أن يردها عليها فردها، وكما ورد في سورة الواقعة * (فسبح باسم ربك العظيم) * (1). وعلى هذا الأساس فإن كل ما أعطاه الله تبارك وتعالى وخص به أهل البيت (عليهم السلام) فهو ثابت للزهراء (عليها السلام)، فعليه تكون الصديقة الطاهرة حامل لاسم الله الأعظم الذي خصه الله تبارك ذ بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، فيكون وعلى ما أحتمله بل أرجحه على بقية الاحتمالات الأخرى أن السر المستودع في فاطمة هو اسم الله الأعظم، والذي يدل عليه على ما أستفيده من الدعاء الذي بدأنا به البحث " اللهم إني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها... " حيث يظهر من هذا الدعاء أولا التوسل بحق فاطمة... وكذلك التوسل إلى الله تعالى بالسر المستودع، والتوسل لا يكون إلى الله تعالى إلا بالذي يكون له شأن عند الله عز وجل، ونبتغي إليه الوسيلة، فعليه نحتمل أن يكون السر هو اسم الله الأعظم المستودع عند فاطمة (عليها السلام)، وأبناؤها وخصوصا هناك شواهد تدلل على أن هذا الاسم لا يخرجونه أهل البيت (عليهم السلام) إلى أحد وكما ورد في الحديث المروي في شأن عمر بن حنظلة حيث قال لأبي جعفر (عليه السلام): " إني أظن أن لي عندك منزلة، قال: أجل، قال: قلت فإن لي إليك حاجة قال وما هي؟ قال: قلت تعلمني الاسم الأعظم قال وتطيقه قلت نعم قال: فادخل البيت قال: فدخل البيت فوضع أبو جعفر عليه السلام يده على الأرض فأظلم البيت فأرعدت فرايص عمر فقال: ما تقول أعلمك فقال لا قال: فرفع يده فرجع البيت كما كان " (2).
ويوجد أيضا شاهد آخر يدل على كون فاطمة (عليها السلام) تمتلك الاسم الأعظم وذلك عندما قادوا عليا (عليه السلام) في يوم سقيفة بني ساعدة للبيعة فخرجت نفسي لها الفداء تجر أذيالها