بالستر والكتمان عنه، قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون، فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما (1) ".
أقول: يظهر من هذا الحديث عدة أمور أهمها:
إن أهل البيت (عليهم السلام) عندهم أسرار قد آمنهم عليها رب العزة لا يتحملها غيرهم ولا يخرجونها إلى أحد منهم مكلفون بها وبحملها والحفاظ عليها وهذا هو معنى " حفظة سر الله " الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة، وأيضا قوله (عليه السلام) أن عندنا... وعلما من علم الله يعني حكمة الله تعالى أنهم هم الودائع لها وهذا معنى قوله في الزيارة ومستودعا لحكمته، وعلى هذا تكون هذه الأسرار خاصة بهم لا يخرجونها إلى غيرهم فهم أولى بحملها من غيرهم لأنهم فقط الذين يحتملونها. وكذلك عندهم سر من أسرار الله تعالى وعلما من علم الله تعالى احتمله نبي مرسل وملك مقرب وعبد امتحن الله قلبه للإيمان وقد عبر الرواية أن هذه الأسرار والعلوم لا يحتملها إلا من هو مخلوق من طينتهم وهم الشيعة الحقيقيين، الذين بشرهم هذا الحديث بالدعاء من قبل الإمام (عليه السلام) لهم بأن تكون حياتهم مثل حياة أهل البيت (عليهم السلام).
إذن يظهر من هذا الحديث وأحاديث مأثورة عنهم (عليهم السلام) أنهم كانوا يحملون أسرار الله تعالى قد أودعها الباري عز وجل فيهم وكما بينت ذلك الفقرات الواردة في الزيارة الجامعة، وبما أنهم ذرية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والتي قد أقر بفضلها ومحبتها جميع الأنبياء والبشر وأنها كانت مفروضة الطاعة وعلى معرفتها دارت القرون الأولى، تكون عندئذ أيضا حاملة للأسرار الإلهية لأنه كيف تكون حجة الله على الأئمة وكما ورد ذلك في الحديث المأثور عن الإمام الحسن العسكري " نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا " وهم حاملين للأسرار وهي تكون غير حاملة لها؟ ولكن السؤال الذي ينقدح في المقام هو كيف كانت مستودعا للسر الإلهي وما هو حقيقة هذا السر المستودع؟ كل هذه الأسئلة لا بد