مستقل إن شاء الله.
6 - السر المستودع هو اسم الله الأعظم.
عندما نراجع الروايات الواردة في شأن أهل البيت (عليهم السلام) نجد أن مما حظي به الأئمة (عليهم السلام)، دون غيرهم هو أنهم يحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الأحاديث المأثورة عنهم، حيث خصهم الباري عز وجل بهذا الكرامة العظيمة، وكما تبين لنا من الرواية المتقدمة أن السر الذي بحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل البيت (عليهم السلام)، فقد يكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الأعظم لله تعالى الذي إذا دعي به أجاب، والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الأعظم جملة من الروايات الواردة في المقام منها ما ورد عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). وعن النوفلي، عن أبي الحسن صاحب العسكري (عليه السلام) قال: سمعته يقول " اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ - أي مملكة سبأ أو مدينة سبأ حيث كان عرش بلقيس - فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب (2).
أقول: وكثيرة هي الأحاديث المأثور عنهم (عليهم السلام) في هذا الباب حيث خصهم الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية والذي يظهر من هذه الأحاديث أنهم أفضل مقاما ومنزلة من الأنبياء السابقين، بدلالة هذه الأحاديث، وكل ما ثبت للأئمة (عليهم السلام) فهو ثابت للصديقة الشهيدة (عليها السلام) من حيث كونها أم الأئمة الأطهار ومن كونها حجة الله على الأئمة وكما