شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٨ - الصفحة ٤٩٤
فكثر البكاء وارتفعت الأصوات، إلى أن قال:
كأن حسينا والبهاليل حوله * لأسيافهم ما يختلي المتقبل فلم أر مخذولا أجل مصيبة * وأوجب منه نصرة حين يخذل فرفع جعفر الصادق يديه وقال: اللهم اغفر للكميت ما قدم وما أخر، وما أسر وما أعلن، وأعطه حتى يرضى. ثم أعطاه ألف دينار وكسوة.
قال الكميت: والله ما أحببتكم للدنيا، ولو أردتها لأتيت من هي لديه، ولكني أحببتكم للآخرة، فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فإني أقبلها لبركتها، أما المال فلا أقبله.
وقال في ص 186:
وبالتدوين الفقهي استقر المذهب في صدور الحفظة والنقلة، من علي إلى بنيه، فبنيهم وبخاصة زين العابدين وزيد والباقر والصادق. ثم عملت مجالس الإمام الصادق في نشره كمثل عمل التدوين في استقراره، وأدرك الأئمة الذين تلمذوا له وتلاميذهم أمورا ترفع مجلس الصادق فوق المجالس، سواء مجالس أهل السنة أو أهل البيت منها:
1 - أن الذي يلقى هذا العلم إمام موصى إليه باسمه من أبيه. وبهذا ينماز من عمه زيد بن علي صاحب المذهب الزيدي ومن غيره من الشيعة.
2 - أن هذا الإمام يقف بين العلماء جميعا في مكان خاص. فالسنة عند الشيعة بعد موته تثبت عن طريقه - إلا ما ندر - فعنه يروى آلاف، وعنهم جاءت الأحاديث المروية في كتبهم.
3 - أن الآراء الفقهية في أصول الدين وأصول الفقه وفروع المعاملات والعبادات سيراها اللاحقون منسوبة إليه. وربما اقترن به أبوه الباقر، أو أشير إلى رأي جده السجاد لكن نبع العلم منه هو الأشهر والأكثر.
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»
الفهرست