خمسمأة دينار ثم بعد ذلك بمدة طويلة كبيرة سعى شخص يقال له البطحاني لعنه الله بأبي الحسن (ع) إلى المتوكل وقال: عنده أموال وسلاح وعدد ولا آمن خروجه عليك فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب بأن يهجم عليه ليلا داره في جماعة من الرجال الشجعان ويأخذ جميع ما يجده عنده من الأموال والسلاح ويحمله إليه، قال إبراهيم بن محمد قال لي سعيد الحاجب: سرت إلى دار أبي الحسن ليلا بعد أن هجع الناس في جماعة من الرجال الأنجاد ومعي الأعوان بالسلالم فصعدنا إلى سطح داره وفتحنا الباب وهجمنا بالشموع والسرج والنيران وفتشنا الدار جميعا أعلاها وأسفلها موضعا موضعا ومكانا مكانا فلم نجد فيها شيئا ما سعى به عليه غير كيسين أحدهما كبير ملآن مختوم والآخر صغير فيه فضلة وسيف واحد في جفير خلق معلق ووجدنا أبا الحسن قائما يصلي على حصير وعليه جبة صوف وقلنسوة ولم يرتع لشئ مما نحن فيه ولا اكترث فأخذت الكيسين والسيف وسرت إلى المتوكل فدخلت عليه وقلت: هذا الذي وجدنا من المال والسلاح وأخبرته بما فعلت وبما رأيت من أبي الحسن فوجد على الكيس الملآن ختم أمه فطلبها وسئلها عنه فقالت: كنت نذرت في علتك إن عافاك الله منها لأعطين أبا الحسن عشرة آلاف دينار من مالي فحملتها إليه في هذا الكيس وهذا ختمي عليها فأضاف المتوكل خمسمأة دينار أخرى إلى الخمسمأة التي كانت في الكيس الصغير من قبل وقال لسعيد الحاجب: أردد الكيسين والسيف واعتذر لنا فيه مما كان منا إليه قال سعيد: فرددت ذلك إليه وقلت له: أمير المؤمنين يعتذر إليك مما جرى منه وقد زادك خمسمأة دينار على الخمسمأة دينار التي كانت في الكيس من قبل وأشتهي منك يا سيدي أن تجعلني أنا الآخر في حل فإني عبد مأمور ولا أقدر على مخالفة أمير المؤمنين فقال لي يا سعيد: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) -.
وما رواه العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 405 ط لكهنو).