وقد ترى ما أصاب الناس من هذه الأزمة فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله، آخذ من بيته واحدا، وتأخذ واحدا فنكفيهما عنه، فقال العباس: نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال: إن تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول الله (ص) عليا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرا رضي الله عنه فضمه إليه، فلم يزل علي بن أبي طالب (ع) مع رسول الله (ص) حتى بعث الله نبيا فاتبعه علي (ع) فأقر به وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه.
ومنهم العلامة محب الدين الطبري في " ذخائر العقبى " (ص 58 ط مكتبة القدسي بمصر) قال:
وعن مجاهد بن جبير، قال: كان من نعمة الله تعالى علي بن أبي طالب إن قريشا أصابتهم شدة وكان أبو طالب ذا عيال، فقال رسول الله (ص) للعباس: إن أخاك أبا طلب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى، فانطلق بنا فلنخفف من عياله، فقال العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال: لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه، فلم يزل علي مع النبي (ص) حتى بعثه الله عز وجل فتابعه وآمن به وصدقه ولم يزل جعفر مع العباس.
ومنهم الحافظ ابن عمر بن كثير القرشي في " البداية والنهاية " (ج 3 ص 25 ط السعاة بمصر) قال:
روى الحديث عن ابن نجيح، عن مجاهد بعين ما تقدم عن " شرح النهج " ملخصا وفي آخر الحديث فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فضمه إليه فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بعث الله نبيا فاتبعه علي وآمن به وصدقه.