كعدم قابليتها للاختراق وعدم الحركة والكتلة.. كانت تبدو لنا من قبل مطلقة ثابتة أولية وهي تتلاشى الآن، وقد عرفت بأنها نسبية ملازمة فقط لبعض حالات المادة، ذلك ان الخاصة الوحيدة للمادة. التي يحدد التسليم بها المادية الفلسفية انما هي كونا - أي المادة - حقيقة موضوعية، وانها موجودة خارج وعينا)) (1).
((ان دعائم المفهوم المادي عن العالم لا يمكن أن يزعزها أي تغيير للمفهوم العلمي لخصائص المادة، وليس ذلك لأن المدرك الفلسفي عن المادة يكون دون علاقة المدرك علمي مزعوم، وانما لأن المادة لا يمكن ان تفقد هذه الخاصة الأساسية من خصائصها وهي كونها - أي المادة - حقيقة واقعية موضوعية)) (2).
بهذا أراد لينين أن يزيف المثالية الفيزيائية ويدعم مفهومه المادي.
ويبدو واضحا من كلامه تجاهله لكل فلسفة واقعية عدا الواقعية القائمة على أساس مادي، ولأجل ان يحل التناقض بين المفهوم المادي وحقائق العلم والفيزياء شرح مفهوم المادة شرحا غريبا، وأعطاه من السعة والشمول ما جعله يعبر عن الواقع الموضوعي المستقل بالمادة، محاولا بذلك أن يقدم المادية كحل فلسفي وحيد لمسألة وجود العالم في مقابل المثالية... ومن الواضح ان المادة إذا كانت تعبيرا مساويا للواقع الموضوعي المستقل. وكانت خصيصتها الوحيدة اللازمة لها هي موضوعيتها ووجودها بصور مستقلة عن وعينا، فالفلسفة الميتافيزيقية الإلهية تكون فلسفة مادية تماما باعتبار هذا المفهوم الجديد للمادة، ويرتفع التعارض نهائيا بين الفلسفة الميتافيزيقية والفلسفة المادية ومفهومها عن العالم.