بها قلبي (وشد بها ظهري) وأطلق بها لساني (ورجع إلي ذهني)، فقلت له (عند ذلك): يا عبد الله! لم تفزعني وأنا (مؤمن، اعلم أني) أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن الله ربي ومحمدا نبيي والإسلام ديني والقرآن كتابي والكعبة قبلتي وعليا إمامي (وبعده أولاده الطاهرين أئمتي) والمؤمنين إخواني، وإن الموت حق والسؤال حق والصراط حق والجنة حق والنار حق وإن الساعة (آتية) لا ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور، فهذا قولي واعتقادي وعليه ألقى ربي في معادي، فعند ذلك قال لي: يا عبد الله! أبشر بالسلامة فقد نجوت (فنم نومة العروس)، ثم مضى عني، ثم أتاني شخص أهول منه يعرف بنكير، فصاح (1) (بي) صيحة هائلة أعظم من (صيحة) الأولى، فاشتبكت أعضائي بعضها في بعض كاشتباك الأصابع، ثم قال (لي): هات الآن عملك يا عبد الله (وما خرجت عليه من دار الدنيا ومن ربك ومن نبيك وما دينك)، فبقيت حائرا متفكرا في رد الجواب، (لا أعرف جوابا ولا أنطلق بخطاب لما رأيت وسمعت منه)، فعند ذلك صرف الله عني شدة الروع والفزع، وألهمني حجتي وحسن التوفيق واليقين (2)، فقلت (عند ذلك): إرفق بي ولا تزعجني يا عبد الله (3) (وامهل علي حتى أقول لك، فقال: قل، قلت:) إني (3) (قد) خرجت من الدنيا وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة الطاهرين من ذريته أئمتي، وأن الموت حق (القبر حق) والصراط حق والميزان حق والحساب حق ومسائلة منكر ونكير حق (والبعث حق) وأن الجنة وما وعد الله (فيها) من النعيم حق وأن النار وما أوعد الله (5) فيها من العذاب حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها
(٦١٤)