نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ٥٧٧
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة:
علي عليه السلام والمقداد وسلمان وأبو ذر، فقلت: فعمار؟ فقال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ لهؤلاء الثلاثة) (1).
ومما استطرفه الشيخ المحقق محمد بن إدريس الحلي (2) من كتاب موسى بن بكر الواسطي عن الفضيل، قال: (عرضت على أبي عبد الله عليه السلام أصحاب الردة، فكلما سميت إنسانا، قال: أغرب، حتى قلت: حذيفة، قال:
أغرب، قلت: ابن مسعود، قال: أغرب، ثم قال (عليه السلام): إن كنت إنما تريد الذين لم يدخلهم شئ فعليك بهؤلاء الثلاثة: أبو ذر وسلمان والمقداد) (3).
وروى الكشي عن محمد بن إسماعيل، قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ارتد الناس إلا ثلاثة: أبو ذر وسلمان والمقداد: قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري) (4).
وبالإسناد عن ابن أبي عمير، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم، بعد ذلك إلى علي عليه السلام فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك؟ فقال علي عليه السلام: إن كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين! فحلق علي عليه السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم، ثم انصرفوا فجاؤوا مرة أخرى بعد ذلك، فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، هلم يدك نبايعك

(١) تفسير العياشي ١: ١٩٩، بحار الأنوار ٢٢: ٣٣٣.
(٢) الفاضل الكامل، المحقق المدقق عين الأعيان ونادرة الزمان محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس العجلي المولود حدود سنة ٥٤٣ والمتوفى سنة ٥٩٨، يلقب بالحلي نسبة إلى مدينة الحلة وهي بلدة بأرض العراق، من مصنفاته: السرائر، مختصر البيان.
(٣) النوادر مستطرفات السرائر: ١٧ - 18.
(4) إختيار معرفة الرجال: 8، وفي البحار بعد بيان الحديث: أي هذان لم يستمرا على الردة أو لم يصدر منهما غير الشك.
(٥٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 575 576 577 578 579 580 581 582 ... » »»
الفهرست