الذهب، خطامها من اللؤلؤ الرطب، عيناها من الياقوت، وبطنها من الزبرجد الأخضر، عليها قبة من لؤلؤة بيضاء، يرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، خلقت من عفو الله (1) عز وجل، تلك الناقة من نوق الله (تمضي كما يمضي الراكب المحث ثلاثة أيام)، لها سبعون ركنا بين الركن، والركن سبعون ألف ملك، يسبحون الله عز وجل بألوان التسبيح، خطوة الناقة علي فرسخ تلحق ولا تلحق، لا تمر على ملأ من الملائكة إلا قالوا: من هذا العبد، ما أكرمه على الله، أتراه نبيا مرسلا أو ملكا مقربا أو حامل كرسي؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا نبيا مرسلا ولا ملكا مقربا، هذا علي بن أبي طالب، فيبدرون رجالا رجالا فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، حدثونا فلم نصدق ونصحونا فلم نقبل، والذين يحبونه تعلقوا بالعروة الوثقى، كذلك ينجو في الآخرة، يا فاطمة! ألا أزيدك في علي رغبة؟ قالت: زدني يا أبتاه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن عليا أكرم على الله من هارون، لأن هارون أغضب موسى وعلي لم يغضبني قط، والذي بعث أباك بالحق نبيا ما غضبت (1) عليه يوما قط، وما نظرت في وجه علي إلا ذهب الغصب (2) عني، يا فاطمة! ألا أزيدك في علي رغبة؟ قالت: زدني يا نبي الله؟ قال: هبط علي جبرئيل وقال: يا محمد! (العلي الأعلى يقول لك:) اقرأ عليا مني السلام، فقامت وقالت فاطمة عليها السلام: رضيت بالله ربا وبك يا أبتاه نبيا وبابن عمي بعلا ووليا) (3).
وفي الكتاب المذكور وبالإسناد يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصبح فلما سلم قام وقال: أين ابن عمي، والذي يقضي ديني وينجز وعدي؟ فأجابه بالتلبية:
لبيك لبيك يا رسول الله، قال: يا علي! أريد أن أعرف فضلك من الله عز وجل؟ قال: نعم يا حبيبي، قال: أخرج إلى صحن المسجد، فإذا طلعت