نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ٢٧١
الياقوت والمرجان، وهو ما رواه فخر الأعاجم وعمد الشيعة أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة (عن شيخه المفيد)، عن (أبي عبد الله) الحسين بن علي بن سفيان بن البزوفري، عن الحسين بن روح (1) - ثالث السفراء - قال:
(اختلف أصحابنا في التفويض وغيره، فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال - في أيام استقامته - فعرفته الخلاف فقال: أخرني، فأخرته أياما فعدت إليه، فأخرج إلي حديثا بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله أمرا عرضه على رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم على أمير المؤمنين عليه السلام واحدا بعد واحد إلى أن ينتهي صاحب الزمان عليه السلام، ثم يخرج إلى الدنيا، وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله عز وجل عملا عرض على صاحب الزمان، ثم يخرج إلى (2) واحد واحد إلى أن يعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم يعرض على الله (عز وجل)، فما نزل من الله فعلى أيديهم وما عرج إلى الله فعلى أيديهم، وما استغنوا عن الله (عز وجل) طرفة عين) (3).
وهذا الخبر رواه رحمه الله في جملة أحوال أبي القاسم الحسين بن روح، وحاشاه أن يروي ما يوهم منه الغلو والارتفاع، ومقصده فيه رفع الجدال والنزاع. وفي كتاب سليم بن قيس الهلالي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: (سمعت سلمان الفارسي يقول: إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس مزموما بزمام من نار، ويؤتى بزفر مزموما بزمامين من نار، فينطلق إليه إبليس فيصرخ ويقول: ثكلتك أمك، من أنت؟ أنا الذي فتنت الأولين والآخرين وأنا مزموم بزمام (واحد وأنت مزموم بزمامين)، فيقول: أنا الذي أمرت

(١) أحد النواب الأربعة، روى لما اشتدت حال أبي جعفر رحمه الله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة فدخلوا عليه فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت، وكان أبو سهل النوبختي يقول في حقه: إنه لو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل، مات رحمه الله في شعبان سنة ٣٢٦ وقبره في بغداد.
(٢) في المصدر: على.
(٣) الغيبة: ٢٣٨، وفيه: (أخبرني الحسين بن عبيد الله).
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست