منها. وكذا الإمام (عليه السلام) لم تسقط (1) حجته (2) وإن كان غائبا. (3) وحيث كان الإقرار بغيبة الإمام (عليه السلام) هو كمال الإسلام وتمام النعمة على الأنام، لم يكن فيما استبعده الناس من شرائط الدين وشرائعه، بأعظم من الإقرار بغيبة الإمام (عليه السلام).
وذلك لأنه سبحانه (وتعالى) (4) مدح المؤمنين على إيمانهم بالغيب قبل مدحه لهم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والإيمان بسائر ما أنزل الله في الكتاب.
ومما صح لي روايته عن الشيخ محمد بن علي بن بابويه، يرفعه إلى يحيى (5) بن أبي القاسم قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن أول سورة البقرة: * (ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون) * (6) من هم المتقون وما المراد بالغيب؟