منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ٢٠٢
قال: المتقون شيعة علي، والغيب هو الحجة (1) (عليه السلام). (2) ولو قيل: المراد بالغيب أحوال يوم القيامة.
قلنا: لا يصح ذلك، لأن كثيرا من اليهود والنصارى وغيرهم يؤمنون بغيب النشور والحساب، وليسوا داخلين تحت هذا الخطاب، لأن الله تعالى قد مدحهم وهو سبحانه (وتعالى) (3) لا يمدح الكافرين والفاسقين والمنافقين. (4) ويعضد ما قلناه ويؤيد ما ادعيناه: أنه لا خلاف في أن الإمام القائم مع تسليم القول بوجوده وإمامته وظهوره بعد غيبته، آية من آيات الله (5)، وقد أطلق سبحانه (وتعالى) (6) لفظ " الغيب " على " الآية " في جواب أهل الغواية وقالوا: * (لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله) * (7)، وكذا أطلق لفظ " الآية " على عيسى (عليه السلام) (8): * (وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار

١ - " الحجة الغائب " كمال الدين.
٢ - كمال الدين: ١٨، وص ٣٤٠ ح ٢٠. وفي تأويل الآيات: ٣٤ عن الصدوق، وكذا البحار:
٥١ / ٥٢ ح ٢٩، و ج ٥٢ / ١٢٤ ح ١٠.
٣ - ليس في " أ ".
٤ - بمثل هذا أجاب الصدوق (رحمه الله) بعض المخالفين، الذي كان قد كلمه في هذه الآية فقال: معنى قوله تعالى: * (الذين يؤمنون بالغيب) *: " أي بالبعث والنشور، وأحوال القيامة "، كما حكاه في كمال الدين: ١٨ - ١٩.
٥ - في كمال الدين: ١٨، وص ٣٠: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: في قوله الله عز وجل: * (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) * [الأنعام: ١٥٨] فقال: الآيات هم الأئمة، والآية المنتظرة هو القائم (عليه السلام)، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه (عليهم السلام).
٦ - ليس في " أ ".
٧ - سورة يونس: ٢٠، وصدر الآية هكذا: * (ويقولون لولا أنزل...) *. انظر كمال الدين: 18، وص 340 ذيل ح 20.
8 - " صلى الله عليه " ب، ح.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست