فقال: صر إلى مسجد كذا وكذا فإنه يلقاك رجل.
قال: فصرت إليه فدخل علي رجل، فلما نظر إلي ضحك وقال: لا تغتم فإنك ستحج في (1) هذه السنة، وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما.
قال: فاطمأننت وسكن قلبي وقلت: هذا مصداق ذلك.
ثم وردت العسكر، فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب، فاغتممت وقلت في نفسي: حدي (2) عند القوم هذا، واستعملت الجهل فرددتها، ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت (3) في نفسي: كفرت بردي على مولاي، وكتبت رقعة أعتذر (4) من فعلي وأبوء (5) بالذنب والإثم وأستغفر من زللي، وأنفذتها، وقمت أتطهر للصلاة وأنا إذ ذاك أفكر في نفسي وأقول: إن ردت علي الدنانير لم أحل (6) شدها، ولم أحدث فيها شيئا حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني.
فخرج (إلى الرسول الذي حمل الصرة) (7): أسأت إذ لم تعلم الرجل إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا ابتداءا، وربما سألونا ذلك (8) يتبركون به.
وخرج إلي: أخطأت في ردك برنا، فإذا استغفرت الله فالله [يغفر لك] (9)، وإذا كانت عزيمتك وعقد نيتك فيما حملناه إليك ألا تحدث فيه حدثا إذا رددناه عليك