وأسمائه، وبالمعوذتين، إذا قلت أعيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر، إلى آخره، قال شيخنا: وربما قيل المعوذات بالجمع، بإضافة الإخلاص لهما على جهة التغليب، لأنها مما يتحصن بها، لاشتمالها على صفة الله تعالى. وعوذ بالله منك، أي أعوذ بالله منك، قال:
قالت وفيها حيدة وذعر * عوذ بربي منكم وحجر (1) قال الأزهري: وتقول العرب للشي ينكرونه والأمر يهابونه: حجرا، أي دفعا، وهو استعاذة من الأمر. وسموا عائذا وعائذة ومعاذا ومعاذة وعوذا وعياذا ومعوذا، والمسمى بمعاذ أحد وعشرون صحابيا، والمسمى بعائذ عشرة من الصحابة، وعائذ الله بن سعيد بن جندب له وفادة، ويقال، عابد الله، وعياذ بن عبد عمرو الأزدي صحبة، وأهبان ابن عياذ مكلم الذئب، وعياذ بن عدوان جد عامر بن الظرب، وآخرون، ومعوذ بن عفراء، [له] (2) صحبة وأبو إدريس الخولاني من كبار التابعين ولي قضاء دمشق ليزيد، واسمه عائذ الله بن عبد الله، ولد عام حنين، وكان من عباد أهل الشام وقرائهم، يروي عن شداد بن أوس وابن مسعود والمغيرة بن شعبة، مات سنة ثمانين. وعائذ بن نصيب الأسدي وعائذ أبو معاذ، وعائذ بن حبيب الكعبي، وعائذ الجعفي، وعائذ، الله المجاشعي، تابعيون. ومعاذة: ماءة لبني الأقيشر مرة. وسكة معاذ بنيسابور تنسب إلى معاذ بن مسلم، والنسبة إليها معاذي. وعيذون جد الإمام اللغوي أبي علي إسماعيل بن علي القالي صاحب الآمالي والزوائد، نسبة إلى قاليقلا من مدن أرمينية، قال أبو بكر الزبيدي، سألت أبا علي القالي عن نسبة فقال أنا إسماعيل بن القاسم ابن عيذون. والعوائذ من الكواكب الشآمية أربعة كواكب بتريع مختلف، في وسطها كوكب يسمى الربع ونص التكملة: في وسطها كواكب تسمى الربع.
* ومما يستدرك عليه: عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس وعوذ بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو بن مزيقياء، قبيلتان، من الأولى سعد بن سهم بن عوذ، وحبيب بن قرفة العوذي، ومن الثانية أبو عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العذوي (3)، مولاهم.
وعيذون جد أبي الحسن علي بن عبد الجبار بن سلامة الهذلي اللغوي، ولد بتونس سنة 428 وتوفي سنة 519. والعيذيون في الصحابة والرواة كثيرون، نسبوا إلى عيذ الله المتقدم ذكره، وفي النسبة يخفف، وقال السمعاني، وفي بني ضبة عيذ الله، بتشديد الياء، ولم يذكر من نسب إليها، وذكره الماليني وتبعه الرشاطي فقال: مسلم بن إبراهيم العيذي بتشديد الياء، كاتب المصاحف، وقال سيبويه: وقالوا: عائذأ بالله من شرها، فوضعوا الأسم موضع المصدر، قال عبد الله السهمي:
ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا * وعائذا بك أن يغلوا فيطغوني وقال الأزهري: يقال: اللهم عائذا بك من كل سوء، أي أعوذ بك عائذا، وفي الحديث " عائذ بالله من النار " أي أنا عائذ ومتعوذ كما يقال مستجير فجعل الفاعل موضع المفعول، كقولهم: سر كاتم، وماء دافق (4). وفي حديث حذيفة " تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوذا عوذا " قال ابن الأثير، هكذا روى بالدال والذال، كأنه استعاذ من الفتن، وقد تقدم، في التنزيل، " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " (5) معناه إذا أردت قراءة القرآن فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته. وفي اللسان: ويقال للجودي: عيذ، بالتشديد.