تستحضره ليعرق، فهو حنيذ ومحنوذ. زاد في الصحاح: فإن لم يعرق قيل: كبا. وفي التهذيب: وأصل الحنيذ من حناذ الخيل إذا ضمرت، وحناذها أن يظاهر عليها جل فوق جل حتى تجلل بأجلال خمسة أو ستة لتعرق [الفرس تحت تلك الجلال] (1) ويخرج العرق شحمها كي لا يتنفس تنفسا شديدا إذا أجري. ومن المجاز: جندت الشمس المسافر: أحرقته وصهرته، كما يقال: شوته وطبخته. وحنذ، محركة: ة وفي المحكم والصحاح: موضع قرب المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وفي التهذيب. وفي أعراض مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قرية قريبة من المدينة النبوية فيها نخل كثير يقال لها: حنذ. وفي معجم أبي عبيد أنها قرية أحيحة بن الجلاح، وله فيها شعر (2). أو ماء لبني سليم ومزينة، وهو المنصف بينهما بالحجاز. وعن شمر: الحنيذ: الماء المسخن، وفي التهذيب: السخن. والحنيذ: دهن، والحنيذ الغسل المطيب، وهو ما يغسل به الرأس من خطمى ونحوه، وسيأتي، وحنيذ ماء في ديار بني سعد، قال الأزهري: وقد رأيت بوادي الستارين من ديار بني سعد عين ماء عليه نخل [زين] (3) [عامر وقصور من قصور مياه الأعراب] (4) يقال له: حنيذ، وكان نشيله حارا، فإذا حقن في السقاء وعرض للهواء وضربته الريح عذب وطاب. وحناذ كقطام: الشمس، لحرارتها، قال عمرو بن حميل:
تستركد العلج به حناذ * كالأرمد استغضى على استئخاذ والخنذة، بالضم: الحر الشديد وقد حنذته الشمس، وفي الصحاح: والحنذ: شدة الحر وإحراقه. والحنذوة بالضم: شعبة من الجبل، كالخنذوة بالخاء، وسيأتي. والحنذيان، بالكسر: الرجل الكثير الشر البذي اللسان، كالخنذيان، بالخاء، وسيأتي. والحنذيذ، بالكسر: الكثير العرق من الخيل والناس. والمحنذي: البذاء الشتام، وقد حنذى، وسيأتي في الخاء. والإحناذ: الإكثار من المزاج في الشراب، عن ابن الأعرابي، وقيل: الإقلال منه، عن الفراء، ضد، وفي المحكم: وحنذ له يحنذ: أقل الماء وأكثر الشراب، كأخفس. وفي التهذيب يقال: إذا سقيت فأحنذ، أي أخفس، يريد أقل الماء وأكثر النبيذ، وأعرق بمعنى أخفس، وأنكر أبو الهيثم أحنذ وعرف الآخرين (5)، وعن ابن الأعرابي: شراب محنذ ومخفس وممذى وممهى. إذا كثر (6) مزاجه بالماء. قلت: وهو عكس الأول. وفي الصحاح: ومنه: إذا سقيت فأحنذ، أي عرق شرابك، أي صب فيه قليل ماء. وفي الأساس: إذا سقيته فاحنذ له، أي اسقه صرفا [قليل المزاج] (7) يحنذ جوفه، وهو مجاز. ومن المجاز، استحنذ الرجل، إذا اضطجع في الشمس وألقى عليه فيها الثياب ليعرق، واستحنذ: استعرق. وحناذ، ككتان، اسم رجل. * ومما يستدرك عليه: حناذ محنذ، على المبالغة، أي حر محرق، قال بخدج يهجو أبا نخيلة:
لاقى النخيلات حناذا مخنذا * مني وشلا للأعادي مشقذا أي حرا ينضجه ويحرقه. ويأتي في رذذ. وحنذ الكرم فرغ من بعضه، كذا في المحكم.