ومن المجاز: عليكم بالسواد الأعظم، السواد: العدد الكثير من المسلمين تجمعت على طاعة الإمام. والسواد، من الناس: عامتهم، وهم الجمهور الأعظم، يقال أتاني القوم أسودهم وأحمرهم، أي عربهم وعجمهم. ويقال: رأيت سواد القوم، أي معظمهم.
وسواد العسكر: ما يشتمل (1) عليه من المضارب، والآلات، والدواب، وغيرها. ويقال: مرت بنا أسودات من الناس، وأساود، أي جماعات.
ومن المجاز: اجعلهم في سواد قلبك، السواد من القلب: حبته، وقيل: دمه، كسودائه وأسوده، يقال: رميته فأصبت سواد قلبه، وإذا صغروه ردوه إلى سويداء، يقال: أصاب في سويدائه، ولا يقولون سوداء قلبه، كما يقولون: حلق الطائر في كبد السماء، وفي كبيد السماء.
والسواد: اسم، وهو في الأعلام كثير، كسواد بن قارب (2) وغيره.
والسواد رستاق العراق وسواد كل شيء: كورة ما حول القرى والرساتيق، وعرف به أبو القاسم عبيد الله بن أبي الفتح أحمد ابن عثمان البغدادي الإسكافي الأصل. السوادي.
والسواد: ع قرب البلقاء.
ومن المجاز: السواد بالكسر: السرار. ساد الرجل سودا وساوده سوادا، كلاها ساره فأدنى سواده من سواده، ويضم فيكون اسما، قال ابن سيده.
وعند أبي عبيد، السواد، بالكسر، والضم: اسمان (4). وقد تقدم في مزاح ومزاح، وأنكر الأصمعي الضم، وأثبته أبو عبيد وغيره.
وقال الأحمر: هو من إدناء سوادك من سواده، أي شخصك من شخصه. قال أبو عبيد: فهذا من السرار، لأن السرار لا يكون إلا من إدناء السواد (5).
وقيل لابنة الخس: لم زنيت وأنت سيدة قومك؟ فقالت: قرب الوساد، وطول السواد. قال اللحياني: السواد هنا: المسارة، وقيل: المراودة، وقل: الجماع، بعينه.
والسواد، بالضم: داء للغنم تسواد منه لحومها فتموت، وقد يهمز فيقال: سئد، كعني، فهو مسئود. وماء مسودة: يأخذ عليه السؤاد (6). وقد ساد يسود: شرب المسودة، والسواد: داء في الإنسان، وهو وجع يأخذ الكبد من أكل التمر، وربما قتل. والسواد: صفرة في اللون وخضرة في الظفر يصيب القوم من الماء الملح، وهذا يهمز أيضا. والسيد بالكسر: الأسد، في لغة هذيل، قال الشاعر: كالسيد ذي اللبدة المستأسد الضاري وهنا ذكره الجوهري وغيره، وهو قول أكثر أئمة الصرف.
قال ابن سيده: وحمله سيبويه على أن عينه ياء، فقال في تحقيره: سييد كذييل. قال: وذلك أن عين الفعل لا ينكر أن تكون ياء، وقد وجدت في سيد، ياء، فهي على ظاهر أمرها إلى أن يرد ما يستنزل عن بادئ حالها.
وفي حديث مسعود بن عمرو: لكأني بجندب بن عمرو أقبل كالسيد أي الذئب يقال: سيد رمل، كما في الصحاح، والجمع سودان (7)، كالسيدانة، بالكسر، وامرأة سيدانة: جريئة. ومنهم من جعل السيدانة أنثى السيد، وهو ظاهر سياق الصاغاني.
ثم إن ظاهر عبارة المصنف أن إطلاق السيد على الأسد أصالة، وعلى الذئب تبعا، والمعروف خلافه؛ ففي الصحاح: السيد: الذئب ويقال سيد رمل، والجمع سيدان، والأنثى: سيدة، عن الكسائي. وربما سمي به الأسد وهو الذي جزم به غيره.