جبل وعر، لا يمسها القطر، أو بقاء سبعة أنسر، وسيأتي للمصنف في العين المهملة مع الفاء أنها ثمانية وعد منها فرزع (1) وقال: هو أحد الأنسار الثمانية وهو غلط، كما سيأتي كلما هلك نسر خلف بعده نسر، فاختار لقمان النسور، فكان يأخذ الفرخ حين يخرج من البيضة حتى إذا مات أخذ غيره، وكان يعيش كل نسر ثمانين سنة وكان آخرها لبدا، فلما مات مات لقمان، وذلك في عصر الحارث الرائش أحد ملوك اليمن، وقد ذكره الشعراء، قال النابغة:
أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا * أخنى عليها الذي أخنى على لبد ولبدى ولبادى، بالضم والتشديد، ويخفف، عن كراع: طائر على شكل السماني إذا أسف على الأرض لبد فلم يكد يطير حتى يطار، وقيل: لبادي: طائر يقال له: لبادي البدي لا تطيري، ويكرر حتى يلتزق بالأرض فيؤخذ وفي التكملة: قال الليث: وتقول صبيان الأعراب إذا رأوا السماني: سماني لبادي البدي لا ترى. فلا تزال تقول ذلك، وهي لا بدة بالأرض أي لاصقة وهو يطيف بها حتى يأخذها (2). قلت: ومثله في الأساس، وأورده في المجاز.
والملبد: البعير الضارب فخذيه بذنبه فيلزق بهما ثلطه (3) وبعره، وخصصه في التهذيب بالفحل من الإبل. وفي الصحاح: وألبد البعير، إذا ضرب بذنبه على عجزه وقد ثلط عليه وبال فيصير على عجزه لبدة من ثلطه وبوله.
وتلبد الشعر والصوف ونحوه كالوبر كالتبد: تداخل ولزق بعضه ببعض، وفي التهذيب (4): تلبد الطائر بالأرض أي جثم عليها، وكل شعر أو صوف متلبد (5) وفي بعض النسخ ملتبد أي بعضه على بعض، فهو لبد، بالكسر، ولبدة، بزيادة الهاء ولبدة، بالضم، ألبد ولبود، على توهم طرح الهاء واللباد ككتان عاملها، أي اللبدة. ومن المجاز: هو أجرأ من ذي لبدة وذي لبد، قالوا اللبدة بالكسر: شعر مجتمع على زبرة الأسد، وفي الصحاح الشعر المتراكب بين كتفيه، وفي المثل هو أمنع من لبدة الأسد والجمع لبد كقربة وقرب، وكنيته أي لقبه ذو لبدة وذو لبد، واللبدة، نسال الصليان والطريفة، وهو سفا (6) أبيض يسقط منهما في أصولهما وتستقبله الريح فتجمعه حتى يصير كأنه قطع الألباد البيض إلى أصول الشعر والصليان والطريفة، فيرعاه المال ويسمن عليه، وهو من خير ما يرعى من يبيس العيدان، وقيل: هو الكلأ الرقيق يلتبد إذا أنسل فيختلط بالحبة. واللبدة: داخل الفخذ. واللبدة: الجرادة، قال ابن سيده: وعندي أنه على التشبيه، أي بالجماعة من الناس، يقيمون وسائرهم يظعنون، كما سيأتي. واللبدة: الخرقة التي يرقع بها صدر القميص. يقال: لبدت القميص ألبده، أو هي القبيلة يرقع بها قبه، أي القميص، وعبارة اللسان: ويقال للخرقة التي يرقع بها صدر القميص: اللبدة، (7) التي يرقع بها قبه: القبيلة. وفي سياق المصنف نظر ظاهر، فإنه فسر اللبدة بما فسر به غيره القبيلة.
واللبدة (8): بين برقة وأفريقية، وهي مدينة عجيبة من بلاد أفريقية، وقد بالغ في وصفها المؤرخون، وأطالوا في مدحها.
واللبد بلا هاء: الأمر، وهو مجاز، ومنه قولهم: فلان لا يجف (9) لبده، إذا كان يتردد، ويقال: ثبت لبدك، أي أمرك (10) واللبد: بساط، أي معروف، اللبد أيضا: ما تحت السرج. وذو لبد: ببلاد هذيل، ضبطه الصاغاني بكسر ففتح.