قال ابن الأنباري، في قوله: يا عيد مالك: العيد: ما يعتاده من الحزن والشوق. وقوله: مالك من شوق، أي ما أعظمك من شوق، ويروى: يا هيد مالك. ومعنى يا هيد مالك: ما حالك ما شأنك. أراد يا أيها المعتادي مالك من شوق، كقولك: مالك من فارس، وأنت تتعجب من فروسيته وتمدحه، ومنه (1): قاتله الله من شاعر.
والعيد: كل يوم فيه جمع (2)، واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل: اشتقاقه من العادة، لأنهم اعتادوه، والجمع: أعياد، لزم البدل، ولو لم يلزم لقيل أعواد، كريح وأرواح، لأنه من عاد يعود.
وعيدوا إذا شهدوه أي العيد، قال العجاج، يصف ثورا وحشيا:
واعتاد أرباضا لها آري كما يعود العيد نصراني فجعل العيد من عاد يعود.
قال: وتحولت الواو في العيد ياء لكسرة العين.
وتصغير عيد: عييد، تركوه على التغيير، كما أنهم جمعوه أعيادا، ولم يقولوا أعوادا. قال الأزهري: والعيد عند العرب: الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن. وكان في الأصل: العود، فلما سكنت الواو، وانكسر ما قبلها صارت ياء وقال (3) قلبت الواو ياء ليفرقوا بين الاسم الحقيقي، وبين المصدري. قال الجوهري: إنما جمع أعياد بالياء [وأصله الواو] (4)، للزمها في الواحد. ويقال للفرق بينه وبين أعواد الخشب.
وقال ابن الأعرابي: سمي العيد عيدا، لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد.
والعيد: شجر جبلي ينبت عيدانا، نحو الذراع، أغبر لا ورق له ولا نور، كثير اللحاء والعقد، يضمد بلحائه الجرح الطري فيلتئم.
وعيد: اسم فحل م، أي معروف، منجب [كأنه] (5)، ضرب في الإبل مرات، ومنه النجائب العيدية، قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي. وأنشد الجوهري لرذاذ الكلبي:
ظلت تجوب بها البلدان ناجية * عيدية أرهنت فيها الدنانير (6) وقال: هي نوق من كرام النجائب، منسوبة إلى فحل منحب، أو نسبة إلى العيدي ابن الندغي، محركة، ابن مهرة بن حيدان وعليه اقتصر صاحب الكفاية، أو إلى عاد بن عاد، أو إلى عادي بن عاد، إلا أنه على هذين الأخيرين نسب شاذ، أو إلى بني عيد بن الآمري، كعامري.
قال شيخنا: ولا يعرف لهم عجل، كما قالوه (8).
وفي اللسان: قال شمر: والعيدية: ضرب من الغنم، وهي الأنثى من البرقان، قال: والذكر خروف، فلا يزال اسمه حتى يعق (9) عقيقته.
قال الأزهري: لا أعرف العيدية في الغنم، وأعرف جنسا من الإبل العقيلية، يقال لها: العيدية، قال: ولا أدري إلى أي شيء نسبت.
وفي الصحاح: العيدان، بالفتح: الطوال من النخل، واحدته عيدانة، بهاء، هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فيعالا (10) فهو من باب النون. وسيذكر في موضعه.
وحكى الأزهري عن الأصمعي: العيدانة: النخلة الطويلة، والجمع العيدان قال لبيد: