النهاية في غريب الحديث - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٣٥٢
(س) ومنه حديث أبي سعيد " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مغيربان الشمس " (س) وفيه " أنه ضحك حتى استغرب " أي بالغ فيه. يقال: أغرب في ضحكه واستغرب، وكأنه من الغرب: البعد. وقيل: هو القهقهة.
* ومنه حديث الحسن " إذا استغرب الرجل ضحكا في الصلاة أعاد الصلاة " وهو مذهب أبي حنيفة، ويزيد عليه إعادة الوضوء.
(س) وفى دعاء ابن هبيرة " أعوذ بك من كل شيطان مستغرب، وكل نبطى مستعرب " قال الحربي: أظنه الذي جاوز القدر في الخبث، كأنه من الاستغراب في الضحك. ويجوز أن يكون بمعنى المتناهى في الحدة، من الغرب: الحدة.
(س) وفيه " أنه غير اسم غراب " لما فيه من البعد، ولأنه من خبث الطيور.
(س) وفى حديث عائشة " لما يزل " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " فأصبحن على رؤسهن الغربان " شبهت الخمر في سوادها بالغربان جمع غراب، كما قال الكميت:
* كغربان الكرم الدوالح * (غربب) (س) فيه " إن الله يبغض الشيخ الغربيب " الغربيب: الشديد السواد، وجمعه غرابيب، أراد الذي لا يشيب. وقيل، أراد الذي يسود شعره.
(غربل) (ه‍) فيه " أعلنوا النكاح (1) واضربوا عليه بالغربال " أي بالدف لأنه يشبه الغربال في استدارته.
(ه‍) ومنه الحديث " كيف بكم إذا كنتم في زمان يغربل فيه الناس غربلة؟ " أي يذهب خيارهم ويبقى أرذالهم. والمغربل: المنتقى، كأنه نقى بالغربال.
* ومنه حديث مكحول " ثم أتيت الشام فغربلتها " أي كشفت حال من بها وخبرتهم، كأنه جعلهم في غربال ففرق بين الجيد والردئ.

(1) في الأصل وا: " بالنكاح " والمثبت من الهروي واللسان، والدر النثير، والفائق 2 / 225.
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست