مريم (عليه السلام)، وكذلك الليلة التي قتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، فتربد وجه هشام وامتعض وهم أن يبطش بأبي.
فقال أبي: الواجب على الناس الطاعة لإمامهم والصدق له بالنصيحة، وإن الذي دعاني إلى ما أجبت به فيما سألتني عنه معرفتي بما يجب له فليحسن ظنك.
فقال هشام: أعطني عهد الله وميثاقه أن لا ترفع هذا الحديث ما حييت، فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه.
فقال هشام: انصرف إلى أهلك إذا شئت فخرج أبي متوجها من الشام إلى الحجاز.
فأركب هشام بريدا وكتب معه إلى جميع عماله ما بين دمشق إلى يثرب فأمرهم أن لا يأذنوا لأبي في شئ من مدائنهم ولا يبايعوه في أسواقهم ولا يأذنوا له في مخالطة أهل الشام حتى ينفذ إلى الحجاز... إلى آخر الرواية.
والله ما عاد أتت بفعالهم * كلا ولا فرعونها وثمود لم يجرموا مثل اجترام هشامهم * ويزيدهم قد زاد وهو جحود ما جاء في دين الإله فويله * قد هان عنه ما جنى نمرود يا ويلهم حسدا تمكن فيهم * لريائه ما قدماه حسود قد أظهروا ساداتنا ما قد رأوا * من منكر وعفت بذاك حدود موسى الكليم يفر من فرعونها * لبلاد مدين فالتقاه سعود وهشام باقر علمهم لم ينج * من طغيانه وبها عراه صعود فعليهم وعليه لعن دائم * وعلى يزيد وللطغاة يزيد