وقال (عليه السلام): الا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه يبعد السلطان والشيطان منكم؟
فقال أبو حمزة: بلى، فقال (عليه السلام): عليكم بالصدقة فبكروا بها فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شره السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك وعليكم بالحب في الله والتودد والمؤازرة على العمل الصالح فإنه يقطع دابرهما - يعني السلطان والشيطان - وألحوا في الاستغفار فإنه ممحاة للذنوب.
وقال (عليه السلام): ان هذا اللسان مفتاح كل خير وشر فينبغي للمؤمن ان يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: رحم الله مؤمنا امسك لسانه من كل شر فان ذلك صدقة منه على نفسه، ثم قال: لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه. وإن الغيبة ان تقول في أخيك ما ستره الله عليه وان البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه.
وقال (عليه السلام): عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من أئتمنكم عليها برا كان أو فاجرا.
وقال (عليه السلام): أيها الناس انكم في هذه الدنيا اغراض تنتضل فيكم المنايا لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره الا بانقضاء آخر من أجله، فأية أكلة ليس فيها غصص؟! أم أي شربة ليس فيها شرق؟! استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه فان اليوم غنيمة وغدا لا تدري لمن هو، أهل الدنيا سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت منا أصول نحن فروعها، فما بقاء الفرع بعد أصله؟ أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم وابعد آمالا؟ آتيك يا بن آدم ما لا ترده، وذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا ما لك منه الا لذة تزدلف بك إلى حمامك وتقربك من أجلك فكأنك قد صرت الحبيب المفقود والسواد المخترم فعليك بذات نفسك ودع ما سواها واستعن بالله يعنك.
وقال (عليه السلام): من صنع مثلما صنع إليه فقد كافأ ومن أضعف كان شكورا ومن شكر كان كريما. ومن علم ان ما صنع كان إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستردهم في مودتهم فلا تلتمس من غيرك شكر ما اتيته إلى