- 39 - 1 - أنا مؤمن منذ عرفت نفسي إجابة أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أسئلة رؤساء اليهود.
قال عبد الله بن عباس: قدم يهوديان أخوان من رؤساء اليهود بالمدينة فقالا: يا قوم إن نبينا حدثنا عنه أنه قد ظهر نبي بتهامة يسفه أحلام اليهود، ويطعن في دينهم، ونحن نخاف أن يزيلنا عما كان عليه آباؤنا فأيكم هذا النبي؟ فإن يكن الذي بشر به داود امنا به واتبعناه، وإن لم يكن يورد الكلام على ائتلافه ويقول الشعر ويقهرنا بلسانه جاهدناه بأنفسنا وأموالنا، فأيكم هذا النبي؟ فقال المهاجرون والأنصار: إن نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قبض. فقالا: الحمد لله فأيكم وصيه؟ فما بعث الله عزوجل نبيا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي عنه من بعده ويحكي عنه ما أمره ربه فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر فقالوا: هو وصيه، فقالا لأبي بكر: إنا نلقي عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء ونسألك عما تسأل الأوصياء عنه. فقال لهما أبو بكر: ألقيا ما شئتما اخبركما بجوابه إن شاء الله.
فقال أحدهما: ما أنا وأنت عند الله عز وجل؟ وما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟ وما قبر سار بصاحبه؟ ومن أين تطلع الشمس؟ وفي أين تغرب؟
وأين طلعت الشمس ثم لم تطلع فيه بعد ذلك؟ وأين تكون الجنة؟ وأين تكون النار؟