ومفني الجحافل (1)، ومبيد خضرائكم، ومخمد ضو ضائكم (2)، وجزار الدوارين (3) إذ أنتم في بيوتكم معتكفون، وإني لصاحبكم بالأمس، لعمر أبي لن تحبوا أن تكون فينا الخلافة والنبوة، وأنتم تذكرون أحقاد بدر، وثارات احد.
أما والله، لو قلت ما سبق من الله فيكم، لتداخلت أضلاعكم في أجوافكم كتداخل أسنان دوارة الرحى، فإن نطقت تقولون حسد، وإن سكت فيقال إن ابن أبي طالب جزع من الموت، هيهات هيهات! الساعة يقال لي هذا؟! وأنا المميت المائت، وخواض المنايا في جوف ليل حالك (4)، حامل السيفين الثقيلين، والرمحين الطويلين، ومنكس الرايات في غطامط الغمرات (5)، ومفرج الكربات عن وجه خير البريات، أيهنوا (6) فوالله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل إلى محالب امه، هبلتكم الهوابل (7) لو بحت (8) بما أنزل الله سبحانه في كتابه فيكم، لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة (9)، ولخرجتم من بيوتكم هاربين،