أقبلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالت: يا بن أبي طالب، اشتملت مشيمة الجنين (1)، وقعدت حجرة الظنين (2)، نقضت قادمة الأجدل (3)، فخانك (4) ريش الأعزل (5)، هذا ابن أبي قحافة قد ابتزني (6) نحيلة (7) أبي وبليغة (8) ابني، والله لقد أجد في ظلامتي، وأكد في خصامي، حتى منعتني قيلة (9) نصرها، والمهاجرة وصلها، وعضت (10) الجماعة دوني طرفها، فلا مانع ولا دافع، خرجت والله كاظمة، وعدت راغمة، فليتني ولا خيار لي مت قبل ذلتي، وتوفيت قبل منيتي، عذيري فيك الله حاميا، ومنك عاديا (11)، ويلاه في كل شارق، ويلاه مات المعتمد (12) ووهن العضد (13)، شكواي إلى ربي، وعدواي (14) إلى أبي، اللهم أنت أشد قوة.
فأجابها أمير المؤمنين (عليه السلام):
«لا ويل لك، بل الويل لشانئك، نهنهي من غربك (15)، يا بنت الصفوة، وبقية النبوة، فوالله ما ونيت (16) في ديني، ولا أخطأت مقدوري (17)، فإن