عقيل قال: لما جيئ بابن ملجم لعنه الله إلى الحسن (ع) قال له: اني أريد ان أسارك بكلمة! فأبى الحسن (ع) وقال: انه يريد ان يعض اذني! فقال ابن ملجم لعنه الله والله لو أمكنني منها لأخذتها من صماخه!!.
وفي (نور الأبصار عن المناقب) لابن أبي بكر الخوارزمي قال: قال أبو القاسم ابن محمد: كنت في المسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم (ع) فقلت: ما هذا؟ فقالوا راهب قد أسلم وجاء إلى مكة وهو يحدث بحديث عجيب فأشرفت عليه فإذا شيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الجثة عند المقام يحدث الناس وهم يستمعون له.
قال: فبينما انا قاعد في صومعتي في بعض الأيام إذ أشرفت منها إشرافة، فإذا طائر كالنسر الكبير قد سقط على صخرة على شاطئ البحر فتقيأ فرمي من فيه ربع انسان، ثم طار فغاب يسيرا، ثم عاد فتقيأ ربع آخر، ثم طار وعاد فتقيأ هكذا إلى أن تقيأ أربعة أرباع الانسان ثم طار، فدنت الأرباع بعضها من بعض فالتأمت، فقام منها انسان كامل، وانا أتعجب مما رأيت، فإذا بالطائر قد انقض عليه فاختطف ربعه ثم طار ثم عاد واختطف ربعا آخرا، ثم طار وهكذا إلى أن اختطف جميعه، فبقيت متفكرا ومتحسرا ان لا كنت سألته من هو وما قصته.
فلما كان في اليوم الثاني إذا بالطائر قد اقبل وفعل كفعله بالأمس، فلما التأمت الأرباع وصارت شخصا كاملا، نزلت من صومعتي مبادرا إليه وسألته بالله من أنت يا هذا؟ فسكت، فقلت له بحق من خلقك إلا ما أخبرتني من أنت؟ فقال انا ابن ملجم، فقلت ما قصتك مع هذا الطائر؟ قال قتلت علي بن أبي طالب! فوكل الله بي هذا الطائر يفعل بي ما ترى كل يوم!.
فخرجت من صومعتي وسألت عن علي بن أبي طالب؟ فقيل لي: انه ابن عم رسول الله فأسلمت وأتيت إلى بيت الله الحرام قاصدا الحج وزيارة قبر رسول الله (ص) أقول: رأيت هذا الخبر في كتاب الخوارزمي كما ذكر، ورواه الراوندي في " الخرائج " أيضا، إلا أنه قال بعد قوله يفعل بي هذا الفعل كل يوم، فبينما هو يخبرني