أردى ومن حوله المسلمين ترى * من دهشة الخطب اقبالا وادبارا وافت إليه بنوه الغر مسفرة * عن أوجه تملأ الظلماء أنوارا تدعوه والعين عبرى تسهل دما * والحزن أجج في أحشائها نارا يا نيرا غاب عن أفق الهدى فأرى * أفق الهدى لا يرى للصبح أسفارا قد كان فيك ولم يخطر له خطر * من الضلال ليخشى اليوم أخطارا ترضى ببطن الثرى قبرا وقل علا * لو اتخذت بعين الشمس أقبارا وقبل نعشك ما شاهدت نعش فتى * من فوق أعناق أملاك السما سارا أبكيك في الجدب مطعاما سواغبها * وفي لظى الحرب مقداما ومغوارا فلا أرى بعد حامي الجار من أحد * يجيرنا من صروف الدهر لو جارا فلا بدى بعده بدر ولا طلعت * شمس ولا فلك في أفقها دارا للأديب الأريب والبارع اللبيب الحاج علي البغدادي شهر الصيام به الاسلام قد فجعا * وفي رزيته قلب الهدى انصدعا شهر الصيام بكت عين السما دما * فيه وجبريل ما بين السماء نعا اليوم في سيف أشقى العالمين هوى * شخص الوصي وفي محرابه صرعا اليوم مات الهدى والدين منهدم * وفي ثياب الأسى قد بات مدرعا اليوم فلتسكب الأيتام عبرتها * ولتترك الصبر لكن تصحب الجزعا اليوم في قتله الهادي وفاطمة * ماتا وعليا نزار سورها انصدعا سعت بقتل وصي المصطفى فئة * على قلوبهم الشيطان قد طبعا قد غادروا شمل دين الله مفترقا * ويزعمون بقتل المرتضى جمعا هذا ابن ملجم قد أردى أبا حسن * أهل درى اليوم من أردى ومن صرعا ما ناله سيف أشقاها بضربته * لكنما صنع المقدور ما صنعا وكيف بالسيف ما فلت مضاربه * إذا تساقط دون المرتضى قطعا سيف أصيب به رأس الوصي لقد * أصاب قلب الهدى والعلم والورعا ما بالها هجعت عن يومه مضر * وبعده الدين والاسلام ما هجعا
(٣٩٨)