وأهل بيتي كنا نورا نسعى بين يدي الله قبل ان يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح (ع) وقذف به في النار في صلب إبراهيم لم يزل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة بين الآباء والأمهات، لم يتلق واحد منهم على سفاح قط.
فقال أهل السابقة نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله (ص)، إلى أن ذكر قول النبي (ص): أنا سيد الأنبياء وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء، وقصة الغدير، وانه سأل النبي (ص) ان آية (أولي الأمر) و (إنما وليكم الله) وآية أخرى خاصة في علي؟ فقال (ص): بل فيه وفي أوصيائي لي يوم القيامة، قالوا بينهم لنا؟
قال علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل أمة بعدي ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين (ع) واحدا بعد واحد والقرآن معهم وهم مع القرآن.
فقال له طلحة بن عبد الله وكان يقال له داهية قريش يا علي كيف تصنع بما ادعى أبو بكر وعمر وأصلحا بهما الذين صدقوهما وشهدوا على مقالتهما يوم اتى بك تعتل في عنقك حبل!! فقلت ما احتججت به فصدقوا، ثم ادعيا انهما سمعا نبي الله يقول إن الله أبى ان يجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة! فصدقهما بذلك أبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل.
ثم قال طلحة كل الذي ذكرت وادعيت حق وما احتججت به من السابقة والفضل نحن نقر به ونعرفه، فاما الخلافة فقد شهد أولئك الخمسة بما سمعت!.
فقال علي " ع " عند ذلك وغضب من مقالة طلحة فأظهر شيئا كان يكتمه وفسر شيئا قاله يوم مات عمر لم يدروا ما عني به، فأقبل (ع) على طلحة والناس يسمعون فقال: يا طلحة أما والله ما صحيفة ألقى الله يوم القيامة أحب إلي من صحيفة هؤلاء الخمسة الذين تعاقدوا على الوفاء بها في الكعبة في حجة الوداع ان قتل محمد أو مات ان يتظاهروا علي ويتوازروا فلا تصل الخلافة إلي!.