رأى رسول الله (ص) في منامه فقد رآه، قال فما أخبرك؟ قال أنشدك بالله يا بن عمر لئن حدثتك به لتصدقني؟ قال أو اسكت، قال فإنه قال لك ان الصحيفة التي كتبناها بيننا والعهد في الكعبة في حجة الوداع لتمنعني!.
قال ابان: قال سليم: فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس خنقته العبرة حتى سالت عيناه.
ثم قال علي (ع) يا طلحة والله ان كان أولئك الخمسة كذبوا على رسول الله (ص) ما يحل لكم ولا يتهم، لئن صدقوا ما حل لكم أيها الخمسة ان تدخلوني معكم الشورى لان إدخالكم إياي فيها خلافا على رسول الله ورغبة عنه.
ثم أقبل علي (ع) على الناس فقال أخبروني عن منزلتي فيكم وما تعرفوني به، أصدوق أنا أم كذوب؟ قالوا بلى صدوق وما عرفناك كذوبا في جاهلية ولا إسلام.
قال " ع " فوالذي أكرمنا أهل البيت بالنبي (ص) فجعل منا محمدا وأكرمنا من بعده لا يبلغ عنه غيرنا ولا تصلح الخلافة والإمامة إلا فينا ولم تجعل لاحد من الناس فيها نصيبا ولا حقا، اما رسول الله (ص) فخاتم النبيين ليس بعده رسول ولا نبي، ختم به الأنبياء إلى يوم القيامة، وجعلنا من بعد محمد (ص) خلفاء في ارضه، وشهداء على خلقه، فرض طاعتنا في كتابه، وقربنا بنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله في الطاعة في غير آية من القرآن وجعل محمدا فينا، وجعلنا خلفاء من بعده في كتابه المنزل ثم أمر نبيه ان يبلغ ذلك فبلغهم كما أمر الله، فأيهما أحق بمجلس رسول الله (ص) وبمكانه، وقد سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله حين بعثني ببرائة، قال لا يصلح ان يؤدي عني إلا أنا ورجل من أهل بيتي، فلم يصلح لصاحبكم ان يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع، ولم يصلح ان يكون المبلغ لها غيري، فأيهما أحق بمجلسه ومكانه.
ثم قال (ع): يا طلحة ان كل آية أنزلها الله على محمد (ص) وكل حلال وحرام أو حد أو حكم أو شئ تحتاج إليه الأمة مكتوب عندي إلى يوم القيامة بإملاء رسول الله وخطي بيدي وسوى ذلك أن رسول الله (ص) أسر إلي في مرضه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب، ولو أن الأمة منذ قبض