والدليل يا طلحة على باطل ما شهدوا عليه قول النبي (ص) يوم غدير خم من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، فكيف أكون أولى بهم من أنفسهم، وهم امراء علي!؟ وقول النبي (ص) أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلو كان مع النبوة غيرها لاستثناها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقوله اني تركت فيكم أمرين فتمسكوا بهما لا تضلوا كتاب الله وأهل بيتي لا تقدموهم ولا تعلموهم، فإنهم أعلم منكم، فينبغي ان يكون الخليفة على الأمة أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه، وقد قال الله " أفمن يهدي إلى الحق أحق ان يتبع أم من لا يهدي إلا ان يهدى " وقال " وزاده بسطة في العلم والجسم " وقال (أو آثار من علم الله) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما ولت أمة أمرها رجلا فظا وفيهم أعلم منه الا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا، فما الولاية أهي غير الامارة على الأمة.
والدليل على كذبهم وباطلهم وفجورهم انهم سلموا علي بإمرة المؤمنين بأمر رسول الله (ص) وهي حجة عليهم وعليك خاصة وعلى هذا معك الزبير، وعلى الأمة عامة، وعلى سعد وابن عوف وعلى خليفتكم هذا القائم - يعني عثمان -.
وإنا معشر الشورى الستة احياء كلنا، فلم جعلني في الشورى؟ ان كان صدق هو وأصحابه على رسول الله (ص) أجعلنا في الشورى في الخلافة أو في غيرها، فان زعمتم انه جعلنا في غير الامارة فليس لعثمان امارة، لأنه أمرنا ان نتشاور في غيرها وان كان الشورى فيها فلم أدخلني فيها؟ هلا أخرجني، وقد قال إن رسول الله (ص) اخرج أهل بيته من الخلافة! وأخبر انه ليس لهم فيها نصيب، ثم قال عمر حين دعانا رجلا رجلا لابنه عبد الله وها هو ذلك، أنشدك بالله يا عبد الله ما قال لك حين خرجنا؟ قال عبد الله ما إذ ناشدتني فإنه قال إن يولوها أصلع بني هاشم حملهم على المحجة البيضاء، وأقامهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم، قال فما قلت أنت يا بن عمر؟ قال قلت فما يمنعك ان تستخلفه؟ قال فما رد عليك؟ قال رد علي شيئا استكتمته.
قال علي عليه السلام ان رسول الله (ص) قد أخبرني بكل شئ قال لك وقلت له، قال متى أخبرك؟ قال أخبرني في حياته، ثم ليلة مات أبوك في منامي ومن