ثم قال: شكر ضربت فاطمة " ع " بالسوط، فماتت ورأى في عضدها كأنه الدملج!.
ثم قال " ع ": العجب من حب هذا الرجل وصاحبه من قبله والتسليم له في شئ أحدثه، لئن كان عماله خونة وكانت هذه الأموال في أيديهم خيانة ما حل له تركها وكان يجب ان يأخذها كلها، فإنه فئ المسلمين، فما باله يأخذ نصفها ويترك نصفها، ولئن كانوا غير خونة ما حل له ان يأخذ منها قليلا ولا كثيرا، وأعجب من ذلك إعادته إياهم على أعمالهم، لئن كانوا خونة ما حل له ان يأخذ منها قليلا ولا كثيرا ولا ان يستعملهم، وان كانوا غير خونة ان يأخذ منها أموالها.
ثم أقبل على القوم فقال: العجب لقوم يرون سنن نبيهم تغير وتبدل شيئا بعد شئ ولا ينكرون! بل يغضون له ويرضون ويعيبون على ما عاب ذلك وأنكر، ثم يجئ قوم بعده فيتبعون بدعته وجوره وحدثه فيتخذون احداثه سنة ودينا يتقربون بها إلى الله في تحويل مقام إبراهيم من الموضع الذي وضعه رسول الله (ص) وفي تغيره صاع رسول الله (ص) ومده وفيها فريضة وسنة، وفي قبضه وصاحبه فدكا وهو في يد فاطمة، وفي بعثهم خالدا لقتلي فلا تعجبوا من حبسه وحبس صاحبه عنا سهم ذوي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن، وقد علم الله انهم سيظلمونا وينتزعوه منا فقال:
(إن كنتم آمنتم بالله وما نزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم إلتقى الجمعان).
والعجب لهدمه دار أخي جعفر وازدياده في المسجد ولم يعط نبيه لا قليلا ولا كثيرا من ثمنها ثم لم يعب الناس عليه ذلك! ولم يعيروه، لكأنما اخذ دار رجل من ترك أو كابل.
والعجب لجهله وجهل الأمة ان كتب إلى جميع عماله ان الجنب إذا لم يجد ماء فليس له ان يصلي وليس له ان يتيمم بالصعيد حتى يجد الماء وان لم يجده سنة! وقيل الناس ذلك. رضوا، وقد علم الناس ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر عمارا وأمر أبا ذر ان يتيمما من الجنابة ويصليا، فشهدا به عندهما فلم يقبلا ذلك ولم يرفعا به رأسا.
والعجب لما خلطا فتيا مختلفة في الجد بغير علم وتعسفا وظلما وجورا وجهلا، وادعى ما لم يعلم خبره على الله، وادعى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقض للجد شيئا