يدرك الجماعة وانه أتاه رجلان لم يعرفهما فأخبره النبي (ص) بهما. وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن سهل بن حنيف: انه لما أخذ معاوية مورد الفرات أمر أمير المؤمنين عليه السلام مالك الأشتر أن يقول لمن على جانب الفرات: يقول لكم علي اعدلوا عن الماء فلما قال ذلك عدلوا عنه فورد قوم أمير المؤمنين (ع) الماء وأخذوا منه فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم وقال لهم في ذلك، فقالوا: ان عمرو بن العاص جاء وقال إن معاوية يأمركم أن تفرجوا عن الماء، فقال معاوية لعمرو: انك لتأتي أمرا ثم تقول ما فعلته، فلما كان من غد وكل معاوية حجل بن عتاب النخعي في خمسة آلاف، فأنفذ أمير المؤمنين (ع) مالكا فنادى مثل الأول فمال حجل عن الشريعة فأوردوا أصحاب علي وأخذوا منه، فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجلا وقال له في ذلك فقال معاوية: إذا كان غدا فلا تقبل من أحد ولو اتيتك حتى تأخذ خاتمي، فلما كان اليوم الثالث أمر أمير المؤمنين (ع) مالكا مثل ذلك، فرأى حجل معاوية وأخذ منه خاتمه وانصرف عن الماء وبلغ معاوية فدعاه وقال له في ذلك فأراه خاتمه فضرب معاوية يده على يده وقال نعم وان هذا من دواهي علي.
(خبر آخر): عن الأصبغ بن نباتة قال كنت يوما مع مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل عليه نفر من أصحابه منهم أبو موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وأبو هريرة والمغيرة بن شعبة وحذيفة بن اليماني وغيرهم فقالوا يا أمير المؤمنين أرنا شيئا من معجزاتك التي خصك الله بها، فقال (ع): ما أنتم وذاك وما سؤالكم عما لا ترضون به والله تعالى يقول: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني اني لا أعذب أحدا من خلقي إلا بحجة وبرهان وعلم وبيان لأن رحمتي سبقت غضبي وكتبت الرحمة على فأنا الرحمن الرحيم وأنا الودود العلي وأنا المنان العظيم وانا العزيز الكريم فإذا أرسلت الفائزون ومن كفر بي وبرسولي فأولئك هم الخاسرون الذين استحقوا عذابي، فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن آمنا بالله وبرسوله وتوكلنا عليه، فقال علي (ع): اللهم اشهد على ما يقولون وأنت العليم الخبير بما يفعلون ثم قال (ع):