ارض ببدني في حملي ما احمل عليه لئلا تنقصف الساقان وأنا أدلك ان طب الله خلاف طبك وضرب بيديه إلى أسطوانة خشب عظيمة على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه وفوقه حجرتان أحدهما فوق الأخرى وحركها فاحتملها فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان فغشي على اليوناني فقال (ع): صبوا عليه الماء فأفاق وهو يقول والله ما رأيت كاليوم عجبا، فقال (ع): هذه قوة الساقين الدقيقين واحتمالهما في طبك هذا، فقال اليوناني: أمثلك محمد؟ فقال " ع ": وهل علمي إلا من علمه وعقلي إلا من عقله وقوتي إلا من قوته ولقد أتاه شخص كان أطب العرب فقال له إن كان بك جنون داويتك. فقال له محمد (ص): أتحب أريك آية تعلم بها غناي عن طبك وحاجتك إلى طبي؟ قال نعم، قال ادعوا ربك الغدق وأشار إلى نخلة سحوق فدعاها فانقلع أصلها من الأرض وهي تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه فقال له:
أكفاك؟ قال لا، قال تريد ماذا؟ قال تأمرها أن ترجع إلى حيث جاءت منه وتستقر في محلها الذي انقلعت عنه، فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها، قال اليوناني لأمير المؤمنين " ع " هذا الذي تذكره عن محمد غائب عني وأنا اقتصر منك على أقل من ذلك أنا أتباعد عنك فادعني وأنا لا اختار الإجابة فان جئت بي إليك فهي آية فقال (ع): هذا انما يكون آية لك وحدك لأنك أنت تعلم من نفسك انك لم ترده وإني أزلت اختيارك من غير أن باشرت مني شيئا أو ممن أمرته أن باشرك وممن قصد إلى اختيارك ان لم أمره إلا ما يكون من قدرة الله القاهرة وأنت يوناني يمكنك أن تدعي ويمكن غيرك أن يقول اني واطأتك على ذلك فاقترح إن كنت مقترحا ما هو آية لجميع العالمين، فقال له اليوناني إن جعلت الاقتراح إلي فأنا اقترح أن تفصل أجزاء النخلة وتفرقها وتباعد ما بينها ثم تجمعها وتعيدها كما كانت فقال علي (ع) هذه انك رسولي إلى النخلة فقل لها: ان وصي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يأمر أجزاءك أن تتفرق، وتتباعد فذهب فقال لها ذلك فتفاصلت وتهافتت وتنشرت وتصاغرت أجزاؤها حتى لم ير لها أثر حتى كأن لم تكن هناك نخلة، فارتعدت فرائض اليوناني فقال يا وصي محمد قد أعطيتني مرادي الأول فاعطني الآخر فأمرها أن تجتمع