ولا تراني في دار الدنيا بعد هذا وسيجيبك قومك وإذا حضرتك الوفاة فليسر ولدك إلى وليي من بعدي ووصيي، وقد مضى أبوك ودعى قومه فأجابوه وأمرك بالمصير إلى رسول الله (ص) أو إلى وصيه وها أنا وصيه ومنجز وعده، فقال الأعرابي صدقت يا أبا الحسن، ثم كتب له على خرقة بيضاء وناولها الحسن " ع " وقال له يا أبا محمد سر بهذا الرجل إلى وادي العقيق وسلم على أهله واقذف الخرقة وانتظر ساعة ما يفعل فان دفع إليك شئ فادفعه إلى هذا الرجل، فأخذه الحسن " ع " ومضيا بالكتاب قال ابن عباس: فسرت من حيث لم يرني أحد فلما أشرف الحسن بن علي على الوادي نادي بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل السكان البررة أنا ابن وصي رسول الله على الحسن بن علي سبط رسول الله (ص) ورسوله إليكم، وقد قذف الخرقة في الوادي فسمعت من ذلك الوادي صوتا لبيك لبيك يا سبط رسول الله ويا بن البتول وابن سيد الأوصياء سمعنا وأطعنا فانتظر لندفع إليك، فبينما انا كذلك إذ ظهر غلام ولم أره من أين ظهر وبيده زمام ناقة حمراء تتبعها ستة فلم يزل يخرج غلام بعد غلام في يد كل واحد قطار حتى عددت مائة ناقة حمراء بأزمتها وأحمالها فقال الحسن عليه السلام خذ زمام نوقك وعبيدك ومالك وامض بها يرحمك الله، فأخذ بها ورجع فقال له علي عليه السلام: استوفيت حقك؟ قال نعم جزاك الله عن نبيه خيرا.
(خبر الجام): في بحار الأنوار مسندا عن أنس بن مالك: قال خرجت مع رسول الله (ص) نتماشى حتى انتهينا إلى البقيع فإذا نحن بسدرة عارية لا نبات عليها فجلس رسول الله (ص): تحتها فأورقت الشجرة وأثمرت وأظلت على رسول الله (ص) فتبسم (ص) وقال يا أنس ادع لي عليا فغدوت حتى انتهيت إلى منزل فاطمة فإذا أنا بعلي بن أبي طالب " ع " يتناول شيئا من الطعام، فقلت أجب رسول الله، فقال لخير ادعى فقلت الله ورسوله أعلم، قال فجعل علي " ع " يمشي ويهرول على أطراف أنامله حتى مثل بين يدي رسول الله (ص) فجذبه رسول الله وأجلسه إلى جنبه فرأيتهما يتحدثان ويضحكان ورأيت وجه علي قد استنار فإذا أنا بجام من ذهب مرصع بالياقوت والجوهر وللجام أربعة أركان على كل ركن منه مكتوب الأول: لا إله إلا