وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة أم قرفة وبعبد الله بن مسعدة، فذ كر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر له جمالها فقال: (يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك). فقال: يا رسول الله جارية رجوت ان أفتدي بها امرأة منا في بني فزارة فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام مرتين أو ثلاثا حتى عرف سلمة انه يريدها فوهبها له، فوهبها النبي صلى الله عليه وسلم لخاله حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن (عمران) بن مخزوم، فولدت له (عبد الرحمن بن حزن).
تنبيهان الأول: ذكر ابن إسحاق، ومحمد بن عمر، وابن سعد، وابن عائذ هذه السرية وان أمير ها زيد بن حارثة رضي الله عنهما وتقدم في سرية أبي بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بها إلى مكة ففدى بها أسر كانوا في أيدي المشركين ولم أر من تعرض لتحرير ذلك.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
ابن عائذ: بالتحتية والذال المعجمة.
الوليد بن مسلم: أحد الاعلام، عالم أهل الشام.
ابن لهيعة: عالم مصر وقاضيها.
أبو الأسود: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.
ورد: بلفظ الريحان المشموم.
مرداس: بكسر الميم وسكون الراء وبالسين المهملة نسب ورد إلى جده وهو ورد بن عمرو بن مرداس أحد بني سعد بن هذيم، ذكره أبو جعفر بن جرير الطبري فيمن استشهد مع زيد بن حارثة في بعض سراياه إلى وادي القرى.
أرتث: بضم أوله وسكون الراء وضم الفوقية وبالثاء المثلثة، أي حمل من المعركة رثيثا أي جريحا وبه رمق.
وسط: بسكون السين المهملة وفتحها.
أبضع معه: (من أبضع الشئ جعله بضاعة).
دون: وادي القرى بالقرب منه.
فزارة: بفتح الفاء وبالزاي وبعد الألف تاء تأنيث.
بدر: بفتح الموحدة وسكون الدال المهملة وبالراء.
نذر: ألا يمس رأسه غسل من جنابة الخ. أي لا يأتي امرأته فكني بالغسل عن ذلك.